3/23/09

شركة تديرها فتاة في 22 من عمرها تبث الحياة في استثمارات البحر الميت



ثبتت فتاة أردنية جدارة لافتة في حقل الإدارة والأعمال بعد أن تمكنت عبر شركتها من دخول أسواق 40 دولة مسوقة لـ 51 منتجا مبتكرا, وهي لم تتجاوز من العمر 22 سنة.

وعلى الرغم من أن رزان عرنكي لا تزال عمليا طالبة على مقاعد الدراسة، إلا أنها تدير اليوم واحدة من أنجح الشركات في الأردن, والتي تعنى بإنتاج الأملاح والمستحضرات الطبية المستخرجة من البحر الميت, حيث تلقى بضائعها رواجا كبيرا لدى الملايين في كافة أنحاء العالم, وفق ما نقلت العربية نت.

ونجحت عرنكي في تحويل حلم والدتها المهندسة الكيماوية إلى حقيقة ملموسة بأن تجعل من هذا البحر المهجور كنزًا لبلدٍ يعد مقارنة بجيرانه من أفقر البلدان العربية فيما يتعلق بالثروات

وتدير عرنكي التي لاتزال في 22 من عمرها شركة تحمل اسم "منتجات البحر الميت" بما فيها من عاملين وموظفين، مصدرة العشرات من المنتجات الخاصة إلى أكثر من 40 دولة حول العالم. وتروج الشركة المذكورة اليوم لـ51 صنفًا مختلفًا من مستحضرات صيدلية تهم مرضى الروماتيزم والمفاصل وبعض الأمراض الجلدية، إضافة إلى أنواع نادرة وفاخرة من الصابون وكريم الجسم المستخدم في العديد من المنتجعات والفنادق الفخمة.

وبحسب عرنكي فإن شركتها تنتج 25 مليون قطعة وعبوة سنويا، تتسابق عليها كبريات المؤسسات السياحية العربية والعالمية وعلى رأسها فندق "برج العرب" الشهير في دبي، وسلسلة فنادق "كمبنسكي" الألمانية، وسلاسل أخرى من الفنادق الفارهة في الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والنمسا ودول أوروبية أخرى.

وتنسب عرنكي الفضل في نجاحها اللافت إلى أمها, والتي تقول عنها إنها مهدت لها الطريق لتحويل مياه البحر الميت في الأردن إلى ذهب بين يديها. وتضيف بأن والدتها هي صاحبة الفكرة ومؤسسة المشروع، بعد أن أجرت العديد من البحوث على مياه ما كان يعرف ببحيرة لوط, وما تحويه من أملاح, مستخلصة منها العناصر المفيدة لجسم الإنسان، حيث بدأت منزليا بتصنيع بعض المنتجات منه.

وتشرح عرنكي بدايات الفكرة بالعودة إلى العام 1986 عندما كانت إلهام زيادات -والدتها- على مشارف التخرج من قسم الهندسة الكيماوية بالجامعة الأردنية؛ حيث اختارت أن تجري بحوثها على مياه البحر الميت في سياق مشروع التخرج، الذي سيتطور لاحقا في عام 1993 ليصبح أول شركة لصناعة "منتجات البحر الميت".

ونشأت هذه الشركة المتواضعة ضمن جدران المنزل, قبل أن تتحول اليوم إلى امبراطورية صناعية تُعرض منتجاتها في أي مكانٍ يُذكر فيه اسم الأردن. وتؤكد عرنكي أن الإقبال على "منتجات البحر الميت" خارج البلاد في تزايد مطرد. محجمة عن الافصاح عن حجم الأموال التي تديرها أو رأسمال الشركة الفعلي، لكنها تؤكد أنها بجدها ونشاطها قادرة على مواصلة الإدارة رغم انشغالها بدراستها الجامعية؛ حيث لا تزال تدرس الهندسة في سنتها الرابعة.

ولم تتلقَ عرنكي ولا والدتها منذ التأسيس أي مساعدة مالية من أي جهة حكومية أردنية أو غيرها, باستثناء واحد كان عبارة عن قرضٍ مالي قدمه لهما "بنك الإنماء" في البدايات.

من دون أن تنكر في ذات الوقت أن وزارة السياحة وهيئة تشجيع السياحة في الأردن تروجان لمنتجات البحر الميت في كافة فعالياتهم ومعارضهم، وهو ما يعود بفائدة كبيرة على أعمالها دون شك.

يشار إلى أن الأردن يستقطب عشرات آلاف السياح سنويًّا لزيارة البحر الميت وشلالات المياه الساخنة القريبة منه. فيما يعتقد على نطاق واسع أن للطين على شواطئه قيمة علاجية طبية.

وخلال السنوات القليلة الماضية أقيمت عدة منتجعات وفنادق ضخمة على ضفته، ما جعل من تلك المنطقة مصدرًا مهمًا للدخل، ومركزًا اقتصاديًّا وتجاريًّا يعتد به بالنسبة للأردن.

No comments: