12/12/07

الإنترنت ·· مصنع أصحاب الملايين


بسرعة تكاد لا تصدّق، تظهر أفواج جديدة من أصحاب الملايين من خلال استغلالهم لفرص ابتكار الخدمات الجديدة على الإنترنت، وأصبح في وسع أي مبدع قادر على ابتكار خدمات رقمية مفيدة أن يحصد الثروات الطائلة من دون الحاجة إلى أكثر من بضعة مئات الدولارات كرأس مال لإطلاق مشروعه

وتلفت المحللة ليزا لاموتا في تقرير نشره موقع مجلة (فوربس) على الإنترنت النظر إلى أن هذا لا يعني أن الخدمات الرقمية الجديدة تتساوى من حيث مستويات إقبال المشتركين عليها، بل إن بعضها يمكن أن يمثّل مفتاحاً للكنوز بالنسبة لمبتكريها على طريقة (افتح يا سمسم) مثلما حدث عند إطلاق محرك البحث الشهير (جوجل)، وبعضها الآخر قد لا يأتي لأصحابه إلا بما يكفي لتسديد فاتورة شراء ''سندويتشة'' هامبورجر، ولعل من أهم مزايا الاستثمار في ابتداع الخدمات الرقمية على الويب هي التي تكمن في أنها تعطي الفرصة لكل من يريد أن يجرّب حظّه للإثراء في هذا المجال من دون المخاطرة بالخسائر المادية أو توظيف الأموال الاستثمارية

ومن أمثلة تلك الأفكار الجديدة، تلك التي خرجت بها مؤخراً إمرأة أميركية تدعى براندي راموس عندما افتتحت مخزناً افتراضياً على موقع (إي باي) م-ف؟ متخصصاً ببيع الألبسة ذات القياسات الضخمة، بحيث تباع للمفرطين في الطول أو البدانة من النساء والرجال، وسرعان ما انهالت عليها الطلبات من هذه الفئة ذات الانتشار العددي المتزايد في المجتمع الأميركي والتي كانت تعاني من ندرة الملابس التي تناسبها.

وبالرغم من أن راموس لم تتعدَّ 32 سنة من عمرها إلا أن مبيعاتها السنوية أصبحت تزيد عن بضع مئات الألوف من الدولارات، وهي تعمل الآن على زيادة سرعة استجابتها لطلبات الزبائن من خلال تفعيل نظام الرد على البريد الإلكتروني، وبحيث يتم تسجيل كل الطلبات التي تنهال عليها خلال أربع أو ست ساعات فقط

وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى عن حالات كان فيها للأفكار الإبداعية في ابتكار الخدمات الرقمية على الإنترنت دور في صنع أصحاب المليارات؛ ومنها مثلاً تلك التي قفزت إلى ذهن الأميركي مايك مولوي عام 1997 عندما قرر إنشاء محرك بحث خاص بتفسير الأسماء الإنجليزية المختصرة للشركات والمؤسسات والجامعات وغيرها، والتي كان يعبّر عنها بالأحرف الأولى لأسمائها وتكثر في النصوص بالرغم من جهل معظم الناس بها.

وجاء محرك البحث الجديد فكَُْ؟ٍنىَلمْ.كٍُ أو (كاشف المختصرات)، ليضع حداً لهذه المشكلة، حيث يكفي فتح الموقع وكتابة الاسم المختصر في خانة البحث والضغط على كلمة (إبحث) حتى يأتي المحرك بكل معاني الاسم المختصر المطلوب، وبمجرد إطلاق الموقع الجديد، شعر مولوي برياح الثروة تهب عليه من خلال الإعلانات التي تقاطرت عليه والرسوم التي تدفعها الشركات المعنية لإدراج أسمائها فيه، ولم ينتظر طويلاً حتى عمد إلى تأسيس شركة متكاملة لتأليف وإعداد الأنظمة الرقمية أصبحت معروفة باسم (ماونتن داتا سيستمز) التي احتفلت في 30 أبريل الماضي بالعيد العاشر لتأسيسها بعد أن أصبح رصيدها يقدّر ببضعة مليارات الدولارات، ويقترب عدد الأسماء المختصرة التي يضمها الموقع بشكل سريع من تجاوز حاجز المليون؛ وفاز موقعه بالعديد من الجوائز التي تمنحها المؤسسات والجمعيات الاستشارية المعنية بمتابعة التطورات الطارئة والمفيدة على شبكة الإنترنت.

====================

منقول من جريده الاتحاد

No comments: