عثر علماء آثار في منطقة تبعد 400 ميلا شمال غربي العاصمة البيروفية ليما على مومياء لسيدة توفيت قبل حوالي 1600 عاما إبان الفترة التي سادت خلالها ثقافة الموهشاي، أي قبل ظهور قبائل الإنكا. ويدل الضريح المهيب ان السيدة كانت تحتل مكانة مرموقة، وعثر على المومياء مغطاة بصبغة حمراء وعليها وشم لأشكال فنية ورموز اسطورية. ويقول علماء آثار ان الجانب الأكثر أهمية في اكتشاف هذه المومياء، التي جرى لفها بعناية عند التحنيط بأقمشة ناعمة، يكمن في بعض المتعلقات التي وجدت داخل القبر الى جانب الذهب وبعض الأحجار شبه الكريمة. فقد وجدت المومياء محاطة بأدوات وإبر للغزل من النوع الذي تستخدمه النساء، فضلا عن هراوتين و28 قاذفة رماح، بالإضافة الى عصي تساعد على إطلاق الرماح، وهي أدوات لم يحدث ان عثر عليها مدفونة مع امرأة من نساء قبائل الموهشاي. ويعتقد علماء آثار ان هذه السيدة ربما كانت اميرة محاربة او حتى حاكمة. وقال جون فيرانو، استاذ علم الأجناس بجامعة تولين، ان هذه السيدة كانت تنتمي الى النخبة. ويرى كريستوفر دونان، الاستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس، ان المومياء التي عثر عليها في الآونة الاخيرة تعتبر من أثرى مدافن الموهشاي التي عثر عليها حتى الآن، وأضاف ان الضريح يضم أشياء عادة ما تكون موجودة إما في مدافن الرجال أو النساء، ويعتبر علماء آثار هذا الجانب لغزا حقيقيا. ومن المنتظر ان تنشر مجلة «ناشونال جيوغرافيك ماغازين» تفاصيل حول هذا الكشف الاثري المهم. جدير بالذكر ان ثقافة الموهشاي ازدهرت في مناطق الوديان الساحلية شمالي بيرو خلال القرون السبعة الاولى بعد الميلاد. ومعروف عن السكان في ذلك الوقت اهتمامهم بالحرف والصناعات اليدوية، وشيدوا اهرامات ضخمة من الطوب المحروق. وعثر على قبر السيدة المحنطة بالقرب من قمة هرم هويكا كافو ديجو. وكشف فحص بالأشعة أجراه فيرانو ان المومياء لسيدة شابة. ويرقد الى جانبها هيكل عظمي لشابة اخرى قدمت قربانا فيما يبدو بعد خنقها بحبل مصنوع من ألياف القنّب لا يزال ملفوفا حول رقبتها. وكان مثل هذا النوع من القرابين شائع في الثقافة الاندينية في اميركا الجنوبية. وأشارت نتائج التحليل الذي اجري بالكربون الإشعاعي على الحبل ان الدفن جرى حوالي عام 450 م. وقال فيرانو ان الجثة المحنطة ربما تعود لسيدة محاربة، وأضاف ان الهراوتين وقاذفات الرماح ربما تكون قد دفنت كدلالة رمزية على السلطة قدمت كهدايا من رجال
No comments:
Post a Comment