1/30/07

من وراء النجوم 3




فمن الطبيعى أن تعلو الأصوات معترضة على سرعة وصول سكان (يومو) إلى كوكبنا ، وعلى رحلتهم القصيرة نسبياً ، والتى تستغرق عامين قياساً بالمسافة التى تفصلنا عنهم ، والتى تبلغ خمس سنوات ضوئية كاملة


ولكن رسائل (يومو) نفسها تحمل الجواب


لقد تحدثوا فى رسائلهم عن نظرية ، أطلقوا عليها اسم (توءمية الكون) ، هذه النظرية تشبه إلى حد ما نظرية المادة المضادة ، التى وضعها البريطانى (بول دريك) عام 1928 م ، بعد أن صهر عدة معادلات سابقة لنظريتى (الكم) للعالم (ماكس بلانك) ، و (النسبية) لـ (ألبرت أينشتين) ، وتوصل إلى وجود مادة معكوسة تكون نواة الذرة فيها سالبة ، وإليكتروناتها موجبة


ونظرية (يومو) تقول : إنه لا يوجد كون واحد ، وإنما هناك كونان توءمان ، تربطهما ببعضهما تلك المناطق ، التى نطلق عليها اسم الثقوب السوداء ، وبالمرور عبر هذه الثقوب السوداء من خلال شبكة اتصالات خاصة تمت دراستها منذ قرون عديدة تستطيع سفن (يومو) الفضائية اختصار الزمان والمكان وعبور ملايين الوحدات الفضائية فى أيام معدودات




ومن الطبيعى أن تواجه هذه النظرية هجوماً عنيفاً


ولكن هذا لا يعنى أنها نظرية خاطئة ، بل يعنى فقط أنها نظرية ساحقة ، تسحق صحتها كل النظريات التى جاءت قبلها


والناس أعداء ما يجهلون حتى ولو كانوا من العلماء


وبعض هؤلاء العلماء يتساءلون فى سخرية ولماذا لم يعلن سكان (يومو) المزعومون هؤلاء عن وجودهم على نحو صريح ، بدلاً من هذه الرسائل العجيبة الملتوية ؟


وحتى هذا السؤال ، تجد إجابته فى رسائل (يومو


إنهم يقولون : إن الوقت لم يحن بعد للتصريح بوجودهم ، ولكنهم ما زالوا يحتفظون بأوّل مخبأ سرى صنعوه فى قلب الغابات الفرنسية ليكون بكل ما يحويه من معدات تكنولوجية ، وإمكانات مبهرة شاهداً على صحة قصتهم ، عندما تحين اللحظة المناسبة ، ويبدءون فى الاتصال برؤساء وملوك الدول ، للإعلان عن وجودهم


وزوّار (يومو) لهم شعار عجيب يحملونه على أزيائهم الفضائية ، وهو عبارة عن رسم لثعبان مجنح ، أثار انتباه (جان بيير) وحيرته طويلاً ، ولكنهم لم يفصحوا عن مغزاه قط ..
وسكان (يومو) هؤلاء يمكنهم التجول بحرية وسط البشر دون أن يثير وجودهم إلا أدنى انتباه ، فتكوينهم الخارجى بشرى للغاية ، باستثناء أنهم أطول قامة فى المتوسط ، وأنهم شاحبو الوجه كثيراً ، ولكن هذا لا يمنعهم من الذوبان وسط طوفان البشر ، وخصوصاً فى المدن المزدحمة ، مثل (نيويورك) و (روما) .. وحتى (القاهرة


ولكـن أغـرب ما أشار إليه زوّار (يومو) فى رسائلهم ، هو أنهم أبناء عمومتنا


أو بمعنى أدق أن أبحاثهم أثبتت أننا وهم من أصل واحد


ولكنهم أبداً لم يفسروا ما يعنيه هذا


هل كان أجدادهم أرضيين ، من حضارة سابقة ، ثم هاجروا إلى ذلك الكوكب البعيد ، أم أننا وهم أتينا من كوكب آخر ، ولكن بعضنا اتجه نحو (الأرض) ، والبعض الآخر نحو كوكب (يومو


لست اعتقد أننا سنجد الجواب فى سهولة


والأمر كله عسير التصديق ، ويثير ألف علامة شك ويفجّر فى النفس كل أسباب الحذر


وأنا واثق بأن العديدين منكم استنكروه ، وسخروا منه بل ورفضه البعض تماماً


وربما اتهمنى بالخبل والكذب ، وبأننى أسعى إلى غش القارئ ، واستثارته بدجل ساذج ، حتى أضمن نسبة أكبر من المبيعات


ولكن هذا لا يقلقنى


جان بيير بوتى) واجه الموقف نفسه ، عندما نشر كتابه هذا عن سكان الكوكب (يومو


ولكن العالم الفرنسى تحدّى الحكومة الفرنسية ، فى نهاية كتابه ، بكل مؤسساتها العلمية ، وهيئاتها الرسمية ، أن تنكر ما جاء فى كتابه


تحدّاها أن تنكر أن مسئوليها تلقوا أيضاً عشرات الرسائل من زوّار (يومو) ، وأن الهيئات العلمية تدرس الأمر بمنتهى الجدية ، بل وتحاول إجراء اتصال رسمى مباشر مع هؤلاء الزوّار وجـدير بالذكر أن أحداً فى الحكومة الفرنسية لم يستنكر هذا التحدى أو يرفضه


وأحداً أيضاً لم يقبله


فهل يثير هذا فى نفسك أية تساؤلات ؟‍


وهل تعلم أن (جان بيير بوتى) ليس أوّل من يشير إلى وجود سكان من الفضاء الخارجى ، على كوكب الأرض ؟


لقد سبقه إلى هذا الكاتب الشهير (تشارلز بيرلتز) عندما قام بتحقيق واسع النطاق حول ما أطلق عليه اسم (حادث روزويل) ..
و (روزويل) هذه قرية صغيرة فى ولاية (نيومكسيكو) الأمريكية ، استيقظ سكانها ذات ليلة من ليالى يولو عام 1947 م ، على دوى هائل ، ونيران ترتفع فى الأُفق وانطلق مأمور القرية فى الشوارع يصرخ


الغزاة هبطوا من الفضاء .. الغزاة هبطوا من الفضاء


وقبل أن يندفع أهل القرية إلى منطقة الحقول الشمالية ، حيث سقط جسم غريب، بدت قبته الخضراء الضخمة واضحة على الرغم من تحطم قاعدتها ، كان الجيش يحيط بالمكان كله ، ويصدر أمراً بمنع التجوال ، ثم تنفيذه بمنتهى السرعة والصرامة على الرغم من اعتراض الأهالى واستنكارهم


وخلال ساعة واحدة رأى السكان من نوافذهم عدة قوافل تملأ المكان الذى اكتظ بمئات الغرباء ، وأحيط بنطاق أمنى عنيف ، جعل قائد فرقة الجيش يهدد بإطلاق النار دون إنذار ، على كل من يحاول مغادرة منزله ، قبل انتهاء فترة حظر التجوال


وكان من الواضح أن الأمر بالغ الأهمية والخطورة


ولكن مع طلوع النهار ، وبعد حركة لا تنقطع من عشرات فى سيارات الجيش والنقل والأوناش الضخمة انتهت فترة حظر التجوال العامة ، وانصرف رتل من السيارات وهو يحمل أشياء ضخمة ، أُخفيت فى عناية بالغة ، تحت خيام كبيرة محكمة الإغلاق ، واقتصر الحظر على منطقة السقوط وحدها التى امتلأت بالباحثين والمنقبين لفترة طويلة


تتبع (تشارلز بيرلتز) هذا الأمر ، توصل إلى أن ذلك الشئ الذى سقط على (روزويل) فى تلك الليلة من يوليو 1947 م ، كان أحد الأطباق الطائرة ، التى حوت جثث بعض المخلوقات من الفضاء الخارجى ، وأن أحد هذه المخلوقات لم يلق مصرعه مع السقوط فاحتفظت به المخابرات المركزية فى معامل أبحاث الفضاء لتقوم بدراسته ، ولكنه مات بعد أسبوع واحد متأثراً بإصابته التى لم ينجح الطب الأرضى - آنذاك - فى علاجها


وعندما نشر (بيرليتز) كتابه هذا ، أُصيب المجتمع الأمريكى بصدمة بالغة ، وثار بعض صحفييه ومفكريه ، وطالبوا الحكومة بكشف كل الحقائق المتعلقة بهذا الحادث ، إلا أن الحكومة الأمريكية التزمت الصمت التام ، دون أن تكذب الموقف أو تنفيه ، أو تعترف به


واستفز هذا الموقف أحد أعضاء جمعيات المراقبة الفضائية ، فقرر أن يقاضى وكالة المخابرات الأمريكية ، لإخفائها الحقائق عن الشعب ، وعندما انعقدت المحاكمة فى يناير 1972 م طلبت المخابرات الأمريكية أن تكون الجلسة سرية ؛ لأمور تتعلق بالأمن العام ، وبعد سبع جلسات مغلقة ، أصدرت المحكمة حكمها بإدانة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ولكنها أسفت لعدم استطاعتها إصدار حكم بكشف كل تفاصيل الحادث ؛ لأن هذا يتعارض مع الأمن الأمريكى كله


واعتبر العامة هذا الحكم اعترافا‌ً من الحكومة وجهاز المخابرات ، بكل ما جاء فى كتاب (تشالز بيرلتز


ولكن هذا لم يحسم الأمر


وفى صيف 1994 م نشرت مجلة (أومنى) العلمية ، وهى إحدى المجلات القليلة الجادة فى هذا المجال مقالاً مختصراً ، يذكر الناس بحادثة (روزويل) وطلبت منهم أن يتقدموا بطلب للحكومة لنشر تفاصيل الحادثة ، بعد مرور أكثر من خمسة وأربعين عاماً على وقوعها


وحتى ديسمبر 1994 م وصل عدد المطالبين إلى أكثر من أربعة عشر مليوناً من الأمريكيين ، ولكن الحكومة ما زالت ترى أن الأمر يحتاج إلى أن يظل حبيس الأدراج ، وهو يحمل تلك العبارة المستفزة




عبارة (سرى للغاية


ويبدو أن هذه العبارة ومثيلاتها ستظل دائماً حاجزاً تتحطم عليه كتابات (جان بيير) ، و (بيرليتز) وغيرهم ، حتى تحين اللحظة المناسبة التى تسقط فيها كل الحواجز ، ويعلن أحد سكان الكواكب الأخرى عن وجوده


وصيغة الجمع هنا مقصودة ؟ فمن الواضح أن سكان (يومو) ، الذين يتحدث عنهم (جان بيير) يختلفون عن هؤلاء الذين سقط بهم الطبق الطائر فى (روزويل) فالآخرون وصفهم (بيرليتز) بأنهم قصار القامة ، وكبار الرءوس ، ثم أن الحادثة وقعت عام 1974 م ، قبل وصول أوّل رحلة من رحلات زوار (يومو) إلى الأرض


إذن فلم تعد أرضنا كوكباً يقتصر علينا




لقـد صارت محطة فضائية يتجه إليها سكان كواكب مختلفة لأنها تجذب انتباههم




أو لأنها تناسب معيشتهم


وأيـاً كان الجـواب ، فمن المؤكد أننا هدف لدراسات تبدأ وتأتى دائماً من هناك




من وراء النجوم


==================


دراسة للدكتور نبيل فاروق

4 comments:

أحمد المصري said...

الله الله على الكلام الجميل المشوق كم أعشق هذا الرجل (نبيل فاروق)مدونتك أروع من الروئعة يارجل ..ننتظر المزيد
مع تحياتي..
والسلام عليكم0

Anonymous said...

هاي احمد اهو كدة نشفت دمي على بال ما كملت البوست :)
الف شكر يا احمدبس يا ريت تقوللي يلاقوهم فين دول ؟
يا رب تبقى بخير يا احمد يا عسل

-_- said...

عن نفسي مش مصدق حكاية الاطباق الطائرة دي لغاية دلوقتى

Anonymous said...

مرحبا
شقيقي في الاسم

لطالما شدني الموضوع، و أحببت القراءة عنه

الآراء تتضارب، البعض يُصدق و البعض يُكذب، و هناك بعض آخر على قدر عالي من الثقة بكلامه لدرجة أنه يقسم بوجود مهبط خاص للفضائيين في ناسا، و أن قناة ديزني ورلد المخصصة للأطفال ماهي الا قناة تُهيء الجيل الجديد لتقبل حقيقة وجود أجناس غير البشر

في المقابل تجد هناك من ينكر أن ناسا وصلت الى القمر!

وهكذا يدور الموضوع في متاهة المكذبين و المصدقين إلى أن يأتي أحد من خلف النجوم و يُثبت وجوده قطعيا !! كما ذكرت