11/24/06

تاريخ امبراطوريات الشرق الاوسط في 90 ثانية

تاريخ امبراطوريات الشرق الاوسط في ملف فلاشي رائع

11/21/06

بيرو: اكتشاف مومياء لسيدة محاربة ترجع إلى 1600

عثر علماء آثار في منطقة تبعد 400 ميلا شمال غربي العاصمة البيروفية ليما على مومياء لسيدة توفيت قبل حوالي 1600 عاما إبان الفترة التي سادت خلالها ثقافة الموهشاي، أي قبل ظهور قبائل الإنكا. ويدل الضريح المهيب ان السيدة كانت تحتل مكانة مرموقة، وعثر على المومياء مغطاة بصبغة حمراء وعليها وشم لأشكال فنية ورموز اسطورية. ويقول علماء آثار ان الجانب الأكثر أهمية في اكتشاف هذه المومياء، التي جرى لفها بعناية عند التحنيط بأقمشة ناعمة، يكمن في بعض المتعلقات التي وجدت داخل القبر الى جانب الذهب وبعض الأحجار شبه الكريمة. فقد وجدت المومياء محاطة بأدوات وإبر للغزل من النوع الذي تستخدمه النساء، فضلا عن هراوتين و28 قاذفة رماح، بالإضافة الى عصي تساعد على إطلاق الرماح، وهي أدوات لم يحدث ان عثر عليها مدفونة مع امرأة من نساء قبائل الموهشاي. ويعتقد علماء آثار ان هذه السيدة ربما كانت اميرة محاربة او حتى حاكمة. وقال جون فيرانو، استاذ علم الأجناس بجامعة تولين، ان هذه السيدة كانت تنتمي الى النخبة. ويرى كريستوفر دونان، الاستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس، ان المومياء التي عثر عليها في الآونة الاخيرة تعتبر من أثرى مدافن الموهشاي التي عثر عليها حتى الآن، وأضاف ان الضريح يضم أشياء عادة ما تكون موجودة إما في مدافن الرجال أو النساء، ويعتبر علماء آثار هذا الجانب لغزا حقيقيا. ومن المنتظر ان تنشر مجلة «ناشونال جيوغرافيك ماغازين» تفاصيل حول هذا الكشف الاثري المهم. جدير بالذكر ان ثقافة الموهشاي ازدهرت في مناطق الوديان الساحلية شمالي بيرو خلال القرون السبعة الاولى بعد الميلاد. ومعروف عن السكان في ذلك الوقت اهتمامهم بالحرف والصناعات اليدوية، وشيدوا اهرامات ضخمة من الطوب المحروق. وعثر على قبر السيدة المحنطة بالقرب من قمة هرم هويكا كافو ديجو. وكشف فحص بالأشعة أجراه فيرانو ان المومياء لسيدة شابة. ويرقد الى جانبها هيكل عظمي لشابة اخرى قدمت قربانا فيما يبدو بعد خنقها بحبل مصنوع من ألياف القنّب لا يزال ملفوفا حول رقبتها. وكان مثل هذا النوع من القرابين شائع في الثقافة الاندينية في اميركا الجنوبية. وأشارت نتائج التحليل الذي اجري بالكربون الإشعاعي على الحبل ان الدفن جرى حوالي عام 450 م. وقال فيرانو ان الجثة المحنطة ربما تعود لسيدة محاربة، وأضاف ان الهراوتين وقاذفات الرماح ربما تكون قد دفنت كدلالة رمزية على السلطة قدمت كهدايا من رجال

11/12/06

الانتقال الآني والسفر عبر الزمن


في بداية الثمانينات , كان حلم العلماء الأول هو بلوغ مرحلة , اعتبروها ذروة الاتصالات والانتقالات في الكون , وأطلقوا عليها اسم " الانتقال الآني " ومصطلح " الانتقال الآني " هذا يعني الانتقال في التو واللحظة من مكان إلى آخر , يبعد عنه بمسافة كبيرة أو بمعنى أدق الانتقال الآن وفورا وهذا الانتقال هو ما نراه في حلقات " رحلة النجوم " .. تلك الحلقات التليفزيونية الشهيرة , التي تحولت إلى سلسلة من أفلام الخيال العلمي الناجحة , بالاسم نفسه , والتي نرى في كل حلقاتها شخصا على الأقل , يدخل إلى أنبوب زجاجي , لينتقل بوساطة شعاع مبهر إلى أنبوب آخر , في مكان آخر

فكرة مثيرة مدهشة , تختصر الزمان والمكان إلى أقصى حد ممكن , وككل فكرة مثلها , نجحت في إثارة اهتمام وخيال العلماء , الذي يتعاملون مع كل أمر باعتباره ممكن الحدوث , لو نظرنا إليه من زاوية ما وبينما اكتفى المشاهد العادي بالانبهار بالفكرة , أو الاعتياد عليها , كل العلماء يكدون ويجتهدون , لإيجاد سبيل علمي واحد إليها

وعدني بأنك لن تشعر بالدهشة , والمفاجأة عندما أخبرك أنهم قد نجحوا في هذا , إلى حد ما . نعم .. نجحوا في تحقيق ذلك " الانتقال الآني " في العمل , ولكن هذا لم ينشر على نطاق واسع

السؤال هو لماذا !؟! ما داموا قد توصلوا إلى كشف مذهل كهذا , فلماذا لم ينشر الأمر , باعتباره معجزة علمية جديدة , كفيلة بقلب كل الموازين رأسا على عقب ؟! والجواب يحوي عدة نقاط مهمة كالمعتاد فالانتقال , الذي نجح فيه العلماء , تم لمسافة تسعين سنتيمترا فحسب , ومن ناقوس زجاجي مفرغ من الهواء إلى ناقوس آخر مماثل , تربطهما قناة من الألياف الزجاجية السميكة , التي يحيط بها مجال كهرومغنطيسي قوي

ثم ان ذلك الانتقال الآني , تحت هذه الظروف المعقدة , والخاصة جدا , لم ينجح قط مع أجسام مركبة , أو حتى معقولة الحجم , كل ما نجحوا في هو نقل عملة معدنية جديدة , من فئة خمسة سنتات أميركية من ناقوس إلى آخر

ثم انه لم يكن اانتقالا آنيا على الإطلاق , إلا لو اعتبرنا أن مرور ساعة وست دقائق , بين اختفاء العملة من الناقوس الأول , وحتى ظهورها في الناقوس الثاني , أمرا آنيا ! لذا , ولكل العوامل السابقة , اعتبر علماء أوائل الثمانينات أن تجاربهم , الخاصة بعملية الانتقال الآني قد فشلت تماما

ولكن علماء نهاية التسعينات نظروا إلى الأمر من زاوية مختلفة تماما , فمن وجهة نظر بعضهم , كان ما حدث انتقالا عبر " الزمكان " أو عبر الزمان والمكان معا , وليس انتقالا آنيا بالمعنى المعروفومن هذا المنطلق , أعادوا التجربة مرة آخرى , ولكن من منظور مختلف تماما , يناسب الغرض الذي يسعون إليه هذه المرة , ولتحقيق الغرض المنشود , رفعوا درجة حرارة العملة المعدنية هذه المرة , وقاسوها بمنتهى الدقة , وبأجهزة حديثة للغاية , وحسبوا معدلات انخفاضها , في وسط مفرغ من الهواء , ثم بدؤوا التجربة

وفي البداية , بدا وكأن شيئا لم يتغير , قطعة العملة اختفت من الناقوس الأول ثم عادت إلى الظهور في الناقوس الثاني , بعد ساعة وست دقائق بالتحديد , ولكن العلماء التقطوا العملة هذه المرة , وأعادوا قياس درجة حرارتها بالدقة نفسها , والأجهزة الحديثة نفسها للغاية . ثم صرخوا مهللين . فالانخفاض الذي حدث , في درجة حرارة العملة المعدنية الصغيرة , كان يساوي وفقا للحسابات الدقيقة , أربع ثوان من الزمن فحسب , وهذا يعني أن فرضيتهم الجديدة صحيحة تماما . فتلك السنتات الخمسة الأميركية ق\ انتقلت ليس عبر المكان وحده , ولكن عبر الزمان أيضا

أو بالمصطلح الجديد , عبر الزمكان فعلى الرغمن من أن الزمن الذي سجله العلماء فعليا , لانتقال تلك العملة , من ناقوس إلى آخر , هو ساعة وست دقائق , إلا أن زمن الانتقال , بالنسبة لها هي , لم يتجاوز الثواني الأربع

انتصار ساحق لنظري السفر عبر الزمن . ولكن يحتاج إلى زمن طويل آخر , لوضعه موضع الاعتبار , أو حتى لوضع قائمة بقواعده , وشروطه , ومواصفاته . فالمشكلة , التي ما زالت تعترض كل شيء هي أن تكل النواقيس المفرغه ما زالت عاجزة عن نقل جسم مركب واحد , مهما بلغت دقته , أو بلغ صغره .. لقد حاول العلماء هذا , حاولوا وحالوا وفي كل مرة , كانت النتائج تأتي مخيبة للآمال بشدة , فالجسم المركب الذي يتم نقله , تمتزج أجزاؤه ببعضها البعض , على نحو عشوائي , يختلف في كل مرة عن الأخرى وليس كما يمكن أن يحدث , لو أننا صهرنا كل مكوناته مع بعضها البعض , ولكنه امتزج من نوع عجيب , لا يمكن حدوثه في الطبيعة , حيث تذوب الجزيئات في بعضها البعض , لتمنحنا في النهاية شيئا لا يمكن وصفه , المزدوجه المتناقضة , التي تثير حيرة الكل بلا استثناء

إنه ممكن ومستحيل في آن واحد , ممكن جدا , بدليل أنه يحدث من آن إلى آخر ومستحيل جدا , لأنه لا توجد وسيلة واحدة لكشف اسرار وقواعد حدوثه في أي زمن . بل ولا توجد حتى وسيلة للاستفادة منه . ولقد كان الأمر يصيب العلماء بإحباط نهائي , لولا أن ظهر عبقري آخر , في العصر الحديث ليقلب الموازين كلها رأسا على عقب مرة أخرى

انه " ستيفن هوكنج " الفيزيائي العبقري , الذي وضع الخالق عزوجل قوته كلها في عقله , وسلبها من جسده , الذي اصيب في حداثته بمرض نادر , جعل عضلاته كلها تضمر وتنكمش , حتى لم يعد ياستطاعته حتى أن يتحرك , وعلى الرغم من هذا فهو استاذ للرياضيات بجامعة " كمبردج " البريطانية , ويشغل المنصب ذاته , الذي شغله " اسحق نيوتن " واضع قوانين الجاذبية الأولى منذ ثلاثة قرون والعجيب أن ستيفن هوكنج قد حدد هدفه منذ صباه , ففي الرابعة عشرة من عمرة, قرر ان يصبح عالما فيزيائيا . وهذا ما كان . ولقد كشف ستيفن هوكنج عن وجود أنواع أخرى من الثقوب السوداء , اطلق عليها اسم " الثقوب الأولية " بل اثبت ان تلك الثقوب تشع نوعا من الحرارة , على الرغم من قوة الجذب الهائلة لها

ومع كشوفه المتتالية, التي قوبلت دوما باستنكار أولي, ثم انبهار تال , فتح هوكنج شهية العلماء , للعودة إلى دراسة احتماليات السفر عبر " الزمكان " الكوني , لبلوغ كواكب ومجرات, من المستحيل حتى تخيل فكرة الوصول إليها بالتقنيات المعروفة حاليا

وهنا ظهرت إلى الوجود مصطلحات وكشوف جديدة مثل انفاق منظومة الفضاء والزمن ,والدروب الدوارة, والنسيج الفضائي , وغيرها , وكل مصطلح منها يحتاج إلى سلسلة من المقالات لوصفه , وشرح وتفسير أبعاده المعقدة , وأهمية المدهشة في عملية السفر عبر الزمن والمكان .. أو الزمكانوأصبح ذلك المصطلح يضم قائمة من العلماء , إلى جوار " ألبرت أينشتين "مثل " كارل شفارتزشليد "و " مارتن كروسكال " و " كيب ثورن " و " ستيفن هوكنج " نفسه وبالنسبة للمعادلات الرياضية , مازال السفر عبر الزمن ممكنا , وما زال هناك احتمال لأن يسير الزمن على نحو عكسي , في مكان ما من الفضاء أو الكون , أو حتى في بعد آخر , من الأبعاد التي تحدث عنها " أينشتين " والآخرون

حدوث هذا الأمر الخارق للمألوف , تحت ظروف ومواصفات خاصة ودقيقة جداوما زال العلماء يجاهدون ويعملون ويحاولون ولكن يبقى السؤال نفسه حتى لحظه كتابة هذه السطور . هل يمكن أن تتحول قصة " آلة الزمن " يوما إلى حقيقة ؟ ! وهل يتمكن البشر اليوم من السفر عبر الزمكان إلى الماضي السحيق , أو المستقبل البعيد ؟ هل ؟! من يدري ؟! ربما
===================
د.نبيل فاروق

11/5/06

الذين ذهبوا



إنها (أطلانطس


صرخ طيار مدنى بهذه العبارة ، وهو يقود طائرته فوق جزر (بهاما) عام 1968 ، عندما شاهد مع زميله جزيرة صغيرة تبرز من المحيط بالقرب من جزيرة (بيمن) ، وأسرع يلتقط آلة التصوير الخاصة به ، ويملأ فيلمها بصور لذلك الجزء من القارة المفقودة ، التى ألهبت الخيال طويلاً .. قارة (أطلنطس

ولكن لماذ تصور الطيار وزميله أن هذا الجزء ، الذى يحوى أطلالاً قديمة ، هو جزء من قارة الخيال والغموض ؟

إن الجواب يعود إلى يونيو 1940 ، عندما أعلن الوسيط الروحى الشهير (إدجار كايس) ، واحدة من أشهر نبوءاته ، عبر تاريخه الطويل ، إذ قال إنه ، ومن خلال وساطة روحية قوية ، يتوقع أن يبرز جزء من قارة (أطلنطس) الغارقة، بالقرب من جزر (بهاما) ، ما بين عام 1968 م ، و 1969 م

ولقد اتهم العديدون (كايس) بالشعوذة والنصب ، عندما أعلن هذه النبوءة ، وعلى الرغم من هذا ، فقد انتظر العالم ظهور (أطلنطس) بفارغ الصبر

وكان لظهور ذلك الجزء ، فى نفس الزمان والمكان ، اللذين حددهما (كايس) فى نبوءته ، وقع الصاعقة على الجميع .. مؤيدين ومعارضين ؛ إذ كان - فى رأى الجميع - الدليل الوحيد الملموس ، على وجود (أطلنطس

هذا لأن قارة (أطلنطس) ظلت دائماً مجرد أسطورة ، يعجز أى عالم أو باحث أثرى ، مهما بلغت شهرته وخبرته ، عن إثبات أو نفى وجودها بصورة قاطعة جازمة


والحديث عن (أطلانطس) يعود إلى زمن قديم ، أقدم مما يمكن أن تتصور ، فلقد ورد ذكرها - ولأول مرة - فى محاورات (أفلاطون) ، حوالى عام 335ق.م ففى محاورته الشهيرة ، المعروفة باسم (تيماوس) ، يحكى (كريتياس) أن الكهنة المصريين استقبلوا (صولون) فى معابدهم ، وهذه حقيقة تاريخية ، ثم يشير إلى أنهم أخبروا (صولون) عن قصة قديمة ، تحويها سجلاتهم ، تقول : إنه كانت هناك امبراطورية عظيمة تعرف باسم (أطلانطس) ، تحتل قارة هائلة ، خلف أعمدة (هرقل) - مضيق جبل (طارق) حالياً - وإنها كانت أكبر من شمال (أفريقيا) و (آسيا) الصغرى مجتمعتين ، وخلفها سلسلة من الجزر ، تربط بينها وبين قارة ضخمة أخرى


وفى نفس المحاورة ، وصف (كريتياس) (أطلانطس) بأنها جنة الله (سبحانه وتعالى) فى الأرض ، ففيها تنمو كل النباتات والخضراوات والفواكه ، وتحيا كل الحيوانات والطيور ، وتتفجر فيها ينابيع المياه الحارة والباردة ، وكل شئ فيها نظيف جميل طاهر ، وشعبها من أرقى الشعوب وأعظمها ، له خبرات هندسية وعلمية تفوق - بعشرات المرات ما يمكن تخيله ، فى عصر (أفلاطون) ، إذ وصف (كريتياس) إقامتهم لشبكة من قنوات الرى ، والجسور ، وأرصفة الموانى التى ترسو عندها سفنهم وأساطيلهم التجارية الضخمة


ثم يحكى (كريتياس) عن الحرب بين الأثينيين والأطلانطيين، ويصف كارثة مروعة ، محقت الجيش الأثينى ، وأغرقت (أطلانطس) كلها فى المحيط

وإلى هنا تنتهى المحاورة

وتبدأ المشكلة

مشكلة (أطلانطس

ففى البداية ، تعامل الباحثون مع محاورة (أفلاطون) ، بصفتها رواية مثالية، لوصف المدينة الفاضلة (يوتوبيا) ، وأنها مجرد خيال لا أكثر

ثم دس العلماء أنفهم فى الأمر

والسبب الذى جعل العلماء يفكرون فى قصة (أطلانطس) ، هو أن فكرة وجود قارة وسيطة ، تربط ما بين (أفريقيا) و (أمريكا) ، كانت تملأ الأذهان ، تثير اهتمام العلماء ، الذين يتساءلون عن سر وجود تشابه حضارى ما بين العالمين، القديم والجديد ، ويبحثون عن سبب علمى ومنطقى ، لوجود نفس النباتات والحيوانات فى قارتين تفصل بينهما مساحة مائية هائلة

وفى الوقت نفسه كانت هناك تلك الظواهر الحضارية المدهشة ، التى يجدها العلماء وسط أماكن لم تشتهر أبداً بالحضارة ، مع وجود أساطير متشابهة فى تلك الأماكن ، تشير إلى أن الآلهة جاءت من حضارة أخرى ، وضعت كل هذا

وجاء وجود (أطلانطس) ، ليضع تفسيراً لكل هذا الغموض ..
كان وجود قارة متقدمة فى هذا الزمن القديم يريح عقول الجميع ، ويفترض وجود شعب متطور ، بنى حضارته فى قلب الأرض ، ونشر أجزاء منها فى كل القارات

ولكن أين الدليل على وجود (أطلانطس) ذات يوم ؟

إن قصة (أفلاطون) ما زالت تتأرجح ، ما بين الخيال ونصف الخيال والحقيقة، فعلى الرغم من أن محاورة (كريتياس) تشير إلى أن المصريين هم الذين أخبروا المشرع الأثينى (صولون) بقصة (أطلانطس) ، إلا أننا لا نجد ذكراً لهذه القصة عند المصريين أنفسهم ، وفى الوقت نفسه لا يوجد دليل واحد ، على أن (أثينا) كانت يوماً بهذه القوة التى تمكنها من التصدى لحضارة متطورة كحضارة (أطلانطس

وفى نفس الوقت ، نجد من بين العلماء من يؤكد وجود (أطلانطس) ، ويشير إلى أن (أفلاطون) أخطأ التاريخ والزمن فحسب ، أو أنه كان يستخدم تقويماً يختلف عن التقويم ، الذى نستخدمه الآن ، وحجتهم فى هذا هى كشف حقيقة وجود مدينة (طرواده

و (طرواده) هذه مدينة أسطورية ، ذكرها (هوميروس) فى ملحمتيه الشهرتين (الإلياذة) و (والأوديسا) ، حوالى عام 850 ق.م ، أى قبل (أفلاطون) بخمسة قرون ، وظل الدارسون يعتقدون أن (طرواده) مجرد خيال ، من بنات أفكار (هوميروس) ، حتى جاء الألمانى (هنريش شوليمان) عام 1871 م ، لينتشل (طرواده) من التراب ، فى (هيسارليك) ، فى شمال غرب (تركيا

وبعده جاء سير (آرثر إيفانز) ، ليؤكد أن (قصر التيه) ، الذى جاء ذكره فى أسطورة (المينوتوروس) حقيقة ، ويثبت وجوده بالفعل عام 1900 م


فلماذا لا ينطبق هذا على (أطلانطس) ؟


ما دام (شوليمان) و (إيفانز) قد عثرا على أسطورتين ، فلماذا لا يعثر ثالث على أسطورة ثالثة ، ويثبت أن (أطلانطس) حقيقة واقعة


ومن هذا المنطلق بدأت عشرات المحاولات ، لإثبات وجود (أطلانطس) ، وراح العلماء يبحثون عن أماكن أخرى ، بخلاف المحيط الأطلسى ، يمكن أن تكون المهد الحقيقى للقارة المفقودة ، فأشار الفيلسوف البريطانى (فرانسيس بيكون) إلى أن (أطلانطس) هى نفسها قارة (أمريكا) ، وأكد البريطانى (فرانسيس ويلفورد) أن الجزر البريطانية هى جزء من قارة (أطلانطس) المفقودة ، فى حين اقترح البعض الآخر وجودها فى (السويد) ، أو المحيط الهندى ، أو حتى فى القطب الشمالى .. ثم جاءت نبوءة (إدجار كايس) ، لتضع قاعدة جديدة للقضية كلها .. وبعد ظهور جزيرة (كايس) الصغيرة ، والمبانى ، أو الأطلال الأثرية فوقها ، قرر باحث وأديب وغواص شهير ، يدعى (تشارلز بيرليتز) ، أن يبحث عن (أطلانطس) فى نفس الموقع ، وبدأ بحثه بالفعل ، ليلتقط عدداً من الصور لأطلال واضحة ، فى قاع المحيط ، ومكعبات صخرية ضخمة ، ذات زوايا قائمة ، مقدارها تسعين درجة بالضبط ، مما يلغى احتمال صنعها بوساطة الطبيعة وعوامل التعرية وحدها ..
ولم يكن هذا وحده ما تم العثور عليه ، فى تلك المنطقة من المحيط .. لقد عثر الباحثون ، بالقرب من سواحل (فنزويلا) ، على سور طوله أكثر من مائة وعشرين كيلو متراً ، فى أعماق المحيط ، وعثر السوفيت ، شمال (كوبا) على عشرة أفدنة من أطلال المبانى القديمة ، فى قاع المحيط ، وشاهدت ماسحة محيطات فرنسية درجات سلم منحوتة فى القاع ، بالقرب من (بورتريكو


وعلى الرغم من هذا فالجدل ، حول حقيقة (أطلانطس) ما يزال قائماً


والنظريات أيضاً لم تنته


ومن بين هذه النظريات نظرية تقول : إن سكان (أطلانطس) قد أتوا من كوكب آخر ، فى سفينة فضائية ضخمة ، استقرت على سطح المحيط الأطلسى ، وأنهم انتشروا فى الأرض وصنعوا كل ما يثير دهشتنا فى كهوف (تسيلى) بـ(ليبيا) ، وبطارية (بغداد) ، وحضارة (مصر) ، وأنهم كانوا عمالقة زرق البشرة، (وهناك إشارة إلى هذا فى بعض الروايات بالفعل) ، ثم شن الأثينيون حرباً عليهم، فنسفوا الجيش الأثينى بقنبلة ذرية ، أو ما يشبه هذا ، وبعدها رحلوا ، وتركوا خلفهم كل هذه الآثار


من أصحاب الدم الأزرق ، أو الدم النبيل

حتى اللون الأزرق ، أطلقوا عليه اسم (اللون الملكى


وهناك نظرية أخرى ، تربط ما بين (أطلانطس) وجزيرة (كريت) ، حضارة (أطلانطس) ، كما أشار البروفيسير (ك.ت.فروست) عام 1909 م فى (لندن) ، حيث قال : إن كل شئ فى (كريت) يتشابه مع ما ذكره (أفلاطون) عن (أطلانطس) فكل من الحضارتين نشأت فى جزيرة ، وكلتاهما لقيت نهاية مفاجئة، كما أنه هناك مراسم صيد الثيران ، والميناء العظيم ، والحمامات الضخمة ، والملاعب الرياضية، وكل الأشياء الأخرى التى عثر عليها سير (إيفانز) فى (كريت) ، والتى ذكرها (أفلاطون) فى محاورة (كريتياس


ويؤيد البروفيسير (ج.ف.لوتش) هذا ، فى كتابه (نهاية أطلانطس) ، ويؤكد أن اختفاء (أطلانطس) معنى مجازى ، وليس حقيقياً ، وأنها لم تغرق فى قاع المحيط ، وإنما تعرضت لكارثة أودت بها ، مثل كارثة بركان (ثيرا) ، وبركان (كراكاتوا) عندما ثار البركان ، ودمر جزيرة كاملة

وهناك احتمال يقول إن قصة (أفلاطون) هى تحوير للقصة الفعلية ، التى سمعها (صولون) فى (مصر) ، بعد أن تناقلتها الألسن والذاكرة لقرون كاملة ، قد تتغير خلالها رواية الأحداث ، وأسماء الأشخاص والأماكن


واسم (أطلانطس) نفسها

وكالعادة ، تفتقر كل هذه النظريات إلى الدليل

الدليل العلمى القوى


وحتى لحظة كتابة هذه السطور ، ما زال عشرات العلماء يبحثون عن قارة (أطلانطس) ، التى أصبحت قارة الغموض والخيال فى عقول العلماء والأدباء


عشرات النظريات تحدثت عنها

مئات المقالات والكتب كتبت أسمها

أعداد لا حصر لها من الروايات الخيالية ، تفترض وجودها والعثور عليها ، وينسج الخيال مغامرات مثيرة داخلها ، عن حضارتها وتقدمها .. وعن شعبها الغامض


أولئك الذين أقاموا أكثر حضارات التاريخ غموضاً وإثارة ..
الذين تزعموا العالم يوماً



والذين ذهبوا

وبلا عودة

======================

د نبيل فاروق

اسماء اسطورية

هذه بعض المعلومات التي جمعتها وهي عبارة عن أسماء بعض الآلهة عند الإغريق والرومان، وبعض الحيوانات الخرافية؛ أرجو أن تعجبكم
القنطور: حيوان خرافي له جسد حصان ورأس رجلالكمير: كائن خرافي له رأس اسد وجسم شاة وذنب حي
سيربيروس: كلب ذو ثلاثة رؤوس زعمت الخرافة أنه يحرس باب الجحيم
أبولو: إله الشعر، والموسيقى والجمال الرجولي عند الإغريق
.بيكاسوس: فرس مجنح، عرف عند العرب باسم البراق
.أحادي القرن: حيوان خرافي على شكل حصان وله قرن واحد
.أبيس: العجل المقدس لدى الفراعنة
.أنوبيس: دليل أرواح الموتى عند قدماء المصريين
.إيزيس: آلهة الخصب عند الفراعنة
باخوس: إلاه الخمر
.بان: إلاه الرعاة
.براهما: الأقنوم الأول في الثالوث الهندوسي
.تنين: حية الأساطير الهائلة.
توت: إلاه الكتابة والفلسفة عند قدماء المصريين
.جوبيتير: كبير آلهة الرومان أو النجم المشتري
فورتونا: آلهة البخت أو آلهة حسن الحظ
فون: إلاه الحقول عند الرومان
ديانا: إلاه الصيد والعفة والزواج
رُخ: طائر خرافي كبير
.زيوس: رب الأرباب عند الإغريق القدماء
.فينوس: آلهة الحسن والحب
.تاليا: ربة المهازل والشعر الغنائي
.ثيميس: ربة العدل عند الإغريق
.أطلس: إلاه كان الإغريق والرومان يزعمون أنه يحمل الأرض على منكبيه

11/1/06

عبور الزمن



عندما قررت الانكليزيتان (روز) و (ماري) زيارة قصر (فرساي) في (فرنسا) عام 1901 , كان هدفهما يقتصر على

السياحة بالنسبة ل (روز) وعلى تنمية اللغة الفرنسية بالنسبة ل (ماري) التي تدرس هذه اللغة , ولم تعلم احداهما أن زيارتهما هذه ستنتقل الى كتب العلوم , كواحدة من أعجب الظواهر الطبيعية المسجلة في المراجع الخاصة بهذه الظواهر العجيبة

لقد بدأت زيارتهما للقصر بداية عادية وتقليدية , ثم ذهبتا لقصر (ماري انطوانيت) الصغير , وهناك انتابهما بعض التعب , فجلستا تستريحان على مقربة من القصر ..وهنا بدأ كل شيء

كان هناك كوخ صغير , تطل من نافذته سيدة نحيلة , ترتدي زيا غير مألوف والى جوار الكوخ سار بعض الرجال في ثياب تاريخية عجيبة , وكل منهم يرتدي قبعة مثلثة طريفة الشكل ..وتطلعت الفتاتان الى المشهد بفضول حيث اعتقدا أن هذا المشهد جزء من تمثيلية تاريخية أو شيء من هذا القبيل

وانتبهت احداهما الى أن هذا السكون غير طبيعي فقد كان كل هؤلاء الذين ظهروا في المكان بثياب وأنماط غير عادية يلتزمون الصمت المخيف

حتى الجياد كانت تحرك رؤوسها في صمت جعل الفتاة ترتجف خوفا

ثم ظهر رجل مخيف كثيب المظهر خشن الملامح , يرتدي معطفا أسودا , رمقهما بنظرة أرجفتهما ودلف الى كوخ آخر

وتبادلت الفتاتان نظرة خائفة , ونهضتا لتبتعدان عن المكان ولكن رجلا ظهر فجأة وراح يهتف

الرعاع يزحفون

واختفى بين الاشجار بسرعة ..

وتضاعف فزع الفتاتين فأسرعتا الخطا حتى بلغتا قصر (ماري انطوانيت) , وهناك توقفتا مبهوتتين ..لقد شاهدتا سيدة جميلة رقيقة , ترتدي ثوبا أبيض من طراز قديم وتجلس في شرفة القصر منهمكة في رسم لوحة ما

والتفتت اليهما السيدة في هدوء , وبدت لهما في أوائل الأربعينات من عمرها أو أواخر الثلاثينات , ولكنها لم تبال بهما قط , وبدت كأنها لم تر أي منهما

وفجأة شعرت الفتاتان في ضيق في صدريهما وراحتا تسعلان

وكان هذا أكثر مما تحتملانه , فهربتا من المكان على الفور

وغادرت الفتاتان (فرنسا) دون اشارة الى ما حدث

ولكن بعد شهر واحد قصت (روز) الأمر على صديق لها فأدهشته القصة كثيرا وأدهشه وصفها لملابس الرجال

فأسرع هذا الصديق يحضر كتابا عن تاريخ الثورة الفرنسية وطلب من صديقته تصفحه

وكانت دهشة (روز) عارمة

لقد رأت في الكتاب رسوما للحراس في الأيام التي سبقت قيام الثورة الفرنسية ووجدت ثيابهم مطابقة تماما للثياب التي رأتها مع (ماري

وهنا أخبر صديقها أحد المهتمين بظواهر مافوق الطبيعيات بالأمر

وبدأت سلسلة من الاختبارات والدراسات

وشعرت الصديقتان بالندم على أنهما أعلنتا الحادث فلقد واجهتهما موجة من الاستنكار والهجوم والتكذيب وأحاطتهما الصحافة بموجة من المراسلين والمتسائلين

ثم خرج الدارس بتقرير عجيب

لقد أعلن أن (روز) و (ماري) قد رأتا أو عاشتا , بوسيلة غير معلومة كل ما عايشته (ماري انطوانيت) , ملكة (فرنسا) عام 1789 م وبالتحديد في ذلك اليوم الذي وقعت فيه مع زوجها في أيدي الثوار والغوغاء

واستنكر العديدون هذا التقرير , ولكن الرجل أبرز تقريرا لأحد الباحثين المختصين يتحدث فيه عن (ماري انطوانيت) التي جلست ترسم لوحة في شرفة قصرها في الرابع من اكتوبر عام 1789م وتنادي ابنة البستاني التي كانت تجلس في نافذة كوخها الصغير في حين كان أحد المعادين لها , وهو خشن فظ كئيب المظهر , برتدي معطفا أحمر , يدلف الى كوخ آخر

ولقد اندفع أحد خدم (ماري أنطوانيت) عبر الحديقة يهتف

الرعاع يزحفون

وكل هذا سجله حراس قصر (ماري انطوانيت) ودونته أبحاث الباحثين

ولم يكن هذا معلوما للجميع

فقط لدارسي هذه الفترة

وكانت المفاجأة أن الكوخين اللذين حددت الفتاتان موقعهما بدقة لم يعودا موجودين

حيث تبين أنه قد تمت ازالتهما منذ قرن

فأسرع الباحثون يحضرون الخرائط القديمة للقصر وكانت المفاجأة أن الفتاتان حددتا موقع الكوخين بدقة مدهشة حيث كانا موجودين في الماضي

لكن هذا لم يقنع المعارضين فقد ظلوا ينكرون القصة ويتهمون الفتاتين بالكذب , لكن المفاجأة الجديدة جاءت كالصاعقة

لقد أعلن أحد العلماء أن (ماري انطوانيت) كانت مصابة بنوع من التوتر العصبي يجعلها ترفع يدها الى صدرها وتسعل عندما يواجهها موقف مقلق

وهذا بالضبط ما فعلته الفتاتان عندما تطلعت اليهما (ماري انطوانيت

لكن المعارضة لم تستسلم وخرج أحد المعارضين ليعلن أن كل هذا لايساوي شيئا

ولكن لماذا؟

قال المعارض أن كل شيء يمكن معرفته وافتعاله , لو أن الفتاتين تسعيان الى الشهرة فمن الممكن أن تطالعا كل ما نشر عن (ماري أنطوانيت) وتنتقيا الأمور الدقيقة عن حياتها , ثم تؤلفا قصتهما الملفقة

ولم يكن امام احدى الفتاتين (ماري) سوى أن تقدم آخر دليل لديها

ورقة

مجرد ورقة , وجدت نفسها تكتبها بلغة تجهلها بعد عودتها مع زميلتها (روز) من القصر ..وكانت هذه هي المفاجأة الأخيرة والحاسمة

لقد أكد الخبراء أن الفتاة قد كتبت الرسالة بالألمانية وبنفس خط وأسلوب (ماري أنطوانيت) ..وهكذا حسمت القضية

لقد عاشت الفتاتان بالفعل ظاهرة خارقة

ظاهرة نقلتهما-بوسيلة مجهولة- عبر الزمن لتشاهد آخر أيام الملكة الفرنسية (ماري أنطوانيت) ..و أصبحت هذه الحادثة مرجعا لدارسي الظواهر الغامضة العجيبة , ونقطة أخرى من تلك النقاط التي تثير الحيرة في عالم الغموض

وعالم ما وراء العقل

وما وراء الطبيعة

================================

بقلم د.نبيل فاروق من كتابه (خلف أسوار العقل