9/27/06

وقفة ‏خاصة مع مصر وشعب مصر-2

في مصر نهر النيل وهو من أنهار الجنة
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم ‏" رفعت إلى السدرة فإذا أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران النيل والفرات وأما الباطنان فنهران في الجنة“ البخاري. وقال أيضا: " سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة" أحمد ومسلم
يعم الخير وتنجو البلاد من المخاطر إذا استعان أهل الحكم في مصر بأهل الصلاح
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{54} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55} يوسف
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ{133} وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ{134} فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ{135} الأعراف.
وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{48} وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ{49} فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ{50} الزخرف
في مصر أحيانا تكون الأوضاع مقلوبة فيعلو اللئيم ويسجن الكريم
في مصر بيع يوسف عليه السلام كالرقيق وعمل في بيت العزيز ثم دخل السجن وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم
{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } يوسف20
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يوسف21
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ } يوسف35
وفي مصر أيضا تصحح الأوضاع ولكن بعد حين ويعطى كل إنسان ما يستحق:فرعون بعد أن كان في قمة السلطة يغرق في البحر ويكون جسده عبرة
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{91} فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ{92} يونس
كلمتان قالهما فرعون {ما علمت لكم من إله غيري} وقوله {أنا ربكم الأعلى} قال: كان بينهما أربعون عاما، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى" ابن مردويه وعبد بن حميد وعبد الرازق وابن المنذر
ويوسف يخرج من السجن إلي الوزارة ويكون سببا في إنقاذ مصر والبلاد المحيطة من القحط والمجاعة
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{54} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55} وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{56} وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{57} يوسف

9/24/06

وقفة ‏خاصة مع مصر وشعب مصر

أرسل الله كل نبي إلي قومه وفي مصر أرسل الله اثنين من الأنبياء إلي فرعون وملئه
في مصر أرسل الله موسى وأخاه هارون إلي فرعون وملئه
* ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ{103} الأعراف.*
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } طه24
* اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي{42} اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{43} طه
* ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ{75} يونس
* وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{96} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ{97} هود.
* ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{45} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ{46} المؤمنون.
* وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{38} فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ{39} الذاريات
هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى{15} إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى{16} اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{17} النازعات
ذكر اسم مصر في القرآن 5 مرات كلها مصحوبة بصفات طيبة وكريمة
في مصر كل ما تشتهيه النفس
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } البقرة61
في مصر الاستقرار ويقام فيها الصلاة وفيها كل المبشرات
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } يونس87
اسم مصر مصحوب بالكرم والنفع والتمكين في الأرض وأيضا العلم
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يوسف21
اسم مصر مصحوب بالأمن
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ } يوسف99
اسم مصر مصحوب بالملك وجريان الأنهار
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ } الزخرف51
وصية النبي صلي الله عليه و سلم بأهل مصر
عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها" قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها. مسلم
عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما ( أو قال: ذمة وصهرا) فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها" قال: فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها. مسلم. ( الرحم: لأن هاجر أم إسماعيل من مصر، وأما الصهر: فلأن مارية أم إبراهيم من مصر)
جنود مصر خير أجناد الأرض وهم في رباط إلي يوم القيامة
إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض"
قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: " إنهم في رباط إلى يوم القيامة" ابن عساكر
انتظروا الجزء الثاني
فاصل ونعود

9/22/06

اخناتون


يعد بعض العلماء و الاثريين و المتعمقين في الدراسة الدينية للكل الشعوب اخناتون من الدعاةو قد وضعه البعض في مرتبة الرسل و الانبياء الا ان المعظم و انا منهم لاء نجد هذه الفكرة صائبة
اخناتون : هو الملك(نفر خبر رع) و الاسم يدل علي عبادة الشمس و هو ايضا( امنحتب الرابع) و هذا الاسم يدل علي عبادة الالة الرسمي لطيبة امون
بدء الملك امنحتب الرابع حمكة للدولة الفرعونية معترفا بكل الالهة المصرية القديمة بكل صورها كما انه كان يذهب لزيارتها و تقديم القرابين و النزور و كان يتعبد لها
و قد برر بعض العلماء هذا الفعل بانه يحاول ان يبتعد عن شرر كهنة طيبة و اللذين كانوا يملكون صلاحيات يمكن ان تتعدي صلاحية الفرعون نفسة( نظرا للاتجاة المصري ناحية الدين اكثر من العلمانية)
الا انه لم تمض فترة قصيرة من حكم هذا الملك و قد بدء يبوح باسرار عبادته الجديدة عبادة الالهة التون الالة الواحد الاحد لا يشاركة احد من باقي الالهة المصرية في العبادة ، الا انة لم يتوقف عند هذا الحد بل اصدر قرارا يمنع فية عبادة اي من الالة الاخر
لم ياتي هذا القرار بالطبع علي هوي الكهعنة و بالاخص كهنة امون فبدوء بتحريض الشعب علي هذا الفرعون
الي ارض اخري
و قد غير امنحتب سمة الذي يدل علي عبادة امون الي اخناتون الذي يدل علي عبادة اتونو الارض الخري التي قام اخناتون باختيارها قام ببناء مدينه عليها لتكون مقر لعبادة الالهة الجديد اتون وسمي هذه المدينة اخيتاتون
ملامح عبادة اخناتون
م يكن الاله الذي اختاره اخناتون بالجديد ععلي مجمع الالهة بل هو اله قديم و تعتمد عبادة هذا الالهة علي الشمس مثلة مثل الالهة رع و الذي يعتبره المصري القديم الشمس نفسهابل ان كل مافعلة اخناتون بانة اعاد احياء هذه العبادة من جديد و وقد تم تصوير هذا الالة في صورة الشمس تمتد منها اشعة الرخاء
عندما بحث البحاثون في تراتيل عبادة اتوم اله الشمس الذي عظمة اخناتون علي باقي الالهة وجدوها تتشابهة مع تراتيل الرسول داود في المزامير
تل العمارنة( اخيتاتون) سابقا مدينة شهدت الدين الجديد

بني اخناتون مدينته اخيتاتون_(تل العمارنة حاليا) لتشهد بداية الدين الجديد الذي قلب الموازين في الحياة الكنهوتية الامونية في طيبة و رائ كهنتة طيبة من اخناتون خطرا يهدد نفوذهم ففكروا بالاطاحة به من علي كرسي الحكم ولم يتطعوا ان يقوموا بقتلة نتيجة صحوا رئيس شرطتة ماحو

فن تل العمارنة

سميت طريقو الرسم و النحت في عهد اخناتون بالطريقة الواقعية و التي كان يتم فيها تصوير الملك بهيئته الطبيعية و سمات هذا الفن( ظهور افعال مثل ان اللملك يلاعب ابنائه و هو يأكل، الراس انبوبي ، تدلي الثدين، و انتفاخ الفخذين) و لم يقف اسلوب الفن في تل العمارنية مع نهاية عهد اخناتون بل امتد ليظهر بعد ذلك في النحت

نهاية اخناتون و تولي توت عنخ امون الحكم

توفي اخناتون بعد 17 عام من حكمة ليتولي توت عنخ امون الحمك بعدة فقد كان توت عنخ امون متزوجا من ابنة اخناتون وقد كان اسمة حينها توت عنخ اتون و بعد تولية الحكم اصبح اسمة توت عنخ امون


9/18/06

حصان طروادة


من اشهر التراث الأدبي اليوناني ( الإلياذة ) حيث سردت قصة هذا الحصان ليصبح رمزا وتعبيرا عن فن الخداع والتآمر من الداخل لهزيمة الخصم وطروادة مدينة غرب تركيا المنافس لليونان التجاري حاصرها اليونانيون طروادة أكثر من عشر سنين (1193-1184 ق. م ) دون ان يدخلوها لمتانة الحصون والقلاع لذا باشروا بالحيلة أمام الفشل العسكري وبعد دراسة العادات والتقاليد وجدوا ان الحصان عند الطرواديين مقدسفصنعوا لذلك حصاناً خشبياً يتسع لعشرة من أشداء الجنود اليونانيين جر الحصان الى أبواب مدينة طروادة والجنود بداخله وطلبوا من الجيش اليوناني المحاصر بالانسحاب من داخل المدينة تفاجئ الطرواديون بانسحاب الجيش اليوناني فانطلقت الحيلة واعتبروا أنفسهم منتصرين فادخلوا الحصان الخشبي الى داخل المدينة للاحتفال بالنصر المبين تجمع الأهالي حول الحصان يرقصون ويشربون فرحين بالنصر المزعوم حتى أصبحوا سكارى وحل الليل فخرج الجنود اليونانيين من الحصان وفتحوا أبواب المدينة من الداخل ودخلها الجيش اليوناني وحرقها بعد سلبها وسبي سكانها بفضل هذه الخديعة

9/15/06

دراكـــــــــولا, امير الظلام ومصاص الدماء





لم يعرف التاريخ الإنساني حتى الآن شخصية مرعبة مثيرة مثل الأمير الروماني فلاد تيبيس الملقَّب بدراكولا، وتعني ابن الشيطان، حتى إن المتابعين لشخصية هذا الرجل لَيظنّون أنهم أمام أسطورة مرعبة تتساقط من أحداثها الدماء!! يُعتبر الأمير فلاد تيبيس بطلاً وطنياً في رومانيا لقيامه باحتواء الاجتياح التركي لأوروبا، وقد حكم بين عامَي 1456 - 1462م، وكان موصوفاً بتعامله الوحشيّ مع المسئولين الفاسدين واللصوص، وخصوصاً المحتلّين.

ويدور الجدل حول العلاقة غير الأكيدة بين شخصية دراكولا التي خلقها الكاتب الأيرلندي برام ستوكر عام 1897م وفلاد تيبيس ابن الأمير الروماني فلاد دراكولا (الشيطان)، وهو اللقب الذي ورثه عنه، والمذهل في الموضوع أن هذه الرواية لا يوجد منها سوى نسخة واحدة طُرحت قبل فترة قريبة في مزاد علنيّ، وقُدّر سعرها بنحو 1.5 مليون دولار، وقد ظهرت هذه النسخة لأول مرة للجمهور عام 1984م، وتقع في 430 صفحة، وهي مكتوبة بخط اليد، وكان اسمها (الذي لا يموت) ثم تمّ تعديل الاسم إلى (دراكولا). وقد بلغ الجبروت والقسوة في قلب دراكولا حدّاً مخيفاً مذهلاً عندما وصل به الأمر إلى جمع 5 آلاف من الفقراء وقتلهم للقضاء على الفقر! ليت الأمر اقتصر على ذلك وعلى تعطش دراكولا الدائم للدماء، فقد اكتشف أن أنهار الدماء التي فُجِّرَت ينابيعها من اسمه لم تعُدْ كافية للشراب، فأراد أن تمطر السماء دماً من سُنّة استنّها في القتل الدموي، وهي موتة الخازوق، وهي عبارة عن رُمح يُدَقّ في مؤخّرة الضحية حتى يخرج من عنقه، وقد قَتَلَ بها 40

ألف شخص آنذاك

أهم الأحداث في حياته

1456- 1462:

هو العصر الذهبي لدراكولا، والذي استلم فيه مقاليد الحكم، ويقال إنه قَتل في هذه الفترة حوالي 100-400 ألف ضحية.

1456

: قهر دراكولا جيوش الاحتلال بمساعدة من المجر واستطاع استرجاع عرشه.

1462:

استطاع الأخ الأصغر لدراكولا انتزاع الحكم منه بمساعدة من الأتراك، وتمّ طرد دراكولا خارج البلاد حيث قضى 12 سنة في المجر، وهناك تزوّج من العائلة الحاكمة للمجر، ويقال إنه تزوج أخت الملك.

1474: تُوُفِّيَ رودا أخو دراكولا، بينما أحكم الأتراك قبضتهم على البلاد.

1475

كوَّن دراكولا جيشاً لاستعادة أرضه وتمكَّن من ذلك. ديسمبر

1476:

قام السلطان التركيّ بالغزو مرة أخرى، وكانت هذه آخر معركة لأمير الظلام، حيث قُتل فيها، ويقال بأنه قُتل على يد أحد أتباعه.

وقام سلطان تركيا بتعليق رأس دراكولا بمسمار لإثبات وفاته، وذلك في مدينة القسطنطينية، ودفن جسمه في مدينة سناجوف بالقرب من العاصمة بوخارست، وبالرغم من خروج فريق للتنقيب عن جثة دراكولا إلاّ أنهم لم يجدوا إلا عظاماً لحيوان وليس لإنسان، ولم يكُن التابوت الذي دُفن فيه موجود

سبب ارتباط مصّاصي الدماء بالكونت دراكولا

كما ذُكر سابقاً فإن الكونت دراكولا كان شخصية أسطورية في التعذيب، حتى إن السلطان التركيّ ذكر أن دركولا كان يزيّن الطريق إلى قلعته بالجثث المعلقة على الخوازيق، وحتى في فترة سجنه كان يجمع الطيور والفئران ويقوم بقتلها وتعذيبها.

حقيقة مصّاص الدماء

هناك من يؤيّد بشدة وجود مصّاصي دماء في عصرنا هذا، وهناك من يبرهن على ذلك ببعض الصور التي لا يعرف أحد مدى صحتها

ارتباط الدماء بإطالة العمر في الأساطير القديمة

أقدم عالم يُدعَى جيليس دي رايس في القرن الخامس عشر، وكان في بلاط الحاكم جوان أرمي في شمال شرق فرنسا، على دراسة الكيمياء القديمة أملاً منه في إيجاد وسيلة لإطالة حياة الإنسان إلى ما لا نهاية، وقد استخدم لهذا الغرض دماء أكثر من 300 طفل في تجاربه.

الاحتفالات السنوية لمصّاصي الدماء:

يجري في معظم أنحاء العالم احتفالات سنوية ينظمها بعض الأشخاص الذين يصدّقون بهذه الخرافة لدرجة أن بعضهم يقوم بخلع أنيابه الحقيقية وتركيب أنياب أخرى أطول ليكون أشبه بما تقوله الأساطير لمصّاصي الدماء

أحداث رسّخت فكرة مصّاصي الدماء لدى الغربيين

لم تكن أوروبا هي المكان الوحيد لنشاطات مصّاصي الدماء؛ فقد ظهرت القصص هنا وهناك، وأهمها ما حدث في قرية تقع على الحدود البريطانية الاسكتلندية، عندما ظهر شبح تاجر قُتل فيها وبرفقته مجموعة من الكلاب، ولكي يستريح الشبح قام أهل القرية بنبش قبره ليخرجوا عظامه ويحرقوها، لكن المفاجأة كانت حين رأوا الدماء المتدفقة من جسده المقطَّع، وقد زاد هذا من اعتقادهم بأن (مصّاص الدماء) حقيقة لا يمكن إنكارها

القرنان السادس عشر والسابع عشر

في هذين القرنين أصبح اسم مصّاص الدماء وقصصه أهم ما يميز هذا العصر، حتى إن مؤسس حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر مارتن لوثر (1483- 1546) تحدّث عن الحياة بعد الموت وعن وحش يُدعَى جورج روهر. كذلك ذكر العديد من كبار رجال الدين المسيحي قصصاً مشابهة مثل جون كلفين الذي قال إن الأموات يعودون كرسل للشيطان. وفي بداية القرن السابع عشر الميلادي كانت زوجة الكونت فرانسيس نادلي الذي قضى حياته في محاربة أعداء بلده تقوم باختطاف الفتيات الريفيات من القرية وتحبسهن في قلعة وتستخدم دماءهن للشرب والاستحمام قناعة منها بأن الدماء تمنحها الشباب والنفوذ والقوة. وفي عام 1611 استطاع عدد من جنود القلعة السيطرة عليها، ووجدوا قبواً تحت الأرض مليئاً بجثث الفتيات اللواتي تم تعذيبهن وقتلهن بطرق وحشية.

قاعة جروجلن

أما قاعة جروجلن في شمال شرق إنجلترا، والتي عُرفت على أنها مسكن لمصّاصي الدماء، فقد سكنها في أواخر القرن السابع عشر شابّان وشقيقتاهما، حيث ألفوا المسكن بسرعة، وكان شتاؤهم الأول هادئاً جميلاً. ولكن في صيف تلك السنة حدثت لهم أشياء غريبة أفقدتهم جوّ الطمأنينة والرضا الذي أحسوه من قبل؛ ففي يوم حارّ جداً كان الإخوة يراقبون غروب الشمس خلف كنيسة مهجورة، ووقفت إحدى الأختين أمام النافذة وأدركت أن هناك أعيُناً تحدق إليها وسط الظلام، وتلك الأعيُن ليست لمخلوق بشريّ، ودون أن تشعر قبض عليها صاحب العينين بسرعة وغرس مخالبه في عنقها... وسرعان ما غاب عن البصر مخلّفاً لها جرحاً غريب المنظر في العنق! بعد هذه الحادثة أخذ الإخوة الاحتياطات اللازمة لمحاربة ذلك المخلوق، وفي إحدى ليالي مارس رأت الفتاة نفس المخلوق وقد لمعت عيناه، وفي اليوم التالي توجه الإخوة خلف الكنيسة المهجورة فوجدوا مدفناً تحت الأرض مليئاً بالأكفان الضخمة تخرج منها الجثث المشوَّهة... هذه الحادثة ذُكرت في العديد من الكتب، ومنها كتاب (مصاصو الدماء في أوروبا) الذي نشر عام 1929 وفي كتاب (البيوت المسكونة في بريطانيا) عام 1990. وفي عام 1700 انتشرت إشاعات عن وجود مصّاصي دماء في قصر ضخم بإنجلترا يملكه رجل يدعى (دوغات ويل)، وبعد موته أشيع أن شبحه بدأ يحوم حول المنزل، وقال البعض إنه عاد كمصّاص دماء. ومع التطور العلمي والثورة الصناعية في القرن التاسع عشر الميلادي بدأت هذه الأساطير والمعتقدات تختفي، وأخذ كل شيء يخضع للفكر والمنطق، وقد كتب مونتاغو سامرز كتاباً عن بريطانيا شمل تاريخها الحديث دون أن يسلّط الضوء على موضوع مصّاصي الدماء.

مساكن مصّاصي الدماء

أصبحت القلاع والمساكن التي استُخدمت قديماً للقتل والتعذيب رمزاً لمساكن مصّاصي الدماء، ففي إحدى القرى في شمال لندن هناك العديد من الكهوف البعيدة المنعزلة التي يوحي منظرها بالشرّ والدمار، والتي اعتُبرت من البيوت التي سكنها مصّاصو الدماء. أما مقبرة فيكتوريا التي اكتُشفَ تحت أرضها ما يزيد على 50000 جثة فقد قيل إنها سُكنت من قبل بمصّاصي الدماء، وأما القصور والكنائس التي أصابها الدمار والخراب فقد اعتقد الناس بوجودهم فيها، وعلى الرغم من التطور فلم يزل اهتمام العالم بهذا الموضوع شديداً؛ ومن أمثلة ذلك قصر مانور الذي أصبح جزءاً من ممتلكات الدولة ويزوره السياح من كل حدب وصوب، هذا القصر الذي اشتراه تشارلز واد بعد الحرب العالمية الأولى واحتفظ بمقتنياته، وأهمّها نجمة خماسية كانت تُستخدم كرمز سحري. ومن الخرافات العديدة التي ترتبط بمصاصي الدماء ما يلي: يستطيع مصاصو الدماء تحويل أنفسهم إلى فئران أو خفافيش أو ذئاب أو غربان، وكذلك يتحولون إلى غيمات (سُحُب)... لا بدّ لمصّاص الدماء من النوم في تابوت، وإذا خرج من التابوت في فترة النهار فإنه يحترق.لا يمكن لمصّاصي الدماء عبور المياة العميقة، وكذلك لايظهرون في المرآة لأنهم ليست لهم روح. والرموز الدينيه (الصُّلْبَان) تؤذي مصّاصي الدماء

كيف تقتل مصّاصي الدماء

بواسطة وتد خشبي تطعنه به في القلب ثم تقطع رأسه وتحرقه. ويمكنك حماية نفسك منهم بواسطة الثوم!!!

كيف تتحول إلى مصّاص دماء:

أولا : بالعض فإذا عضك أحدهم فستتحول إلى مصّاص دماء، وتكون العضة غالباً في العنق.

ثانياً: إذا لم يتمّ دفنك جيداً أو ظهرَت جثتك في مرآه، أَيْ عُكست عليها، ستتحول أيضاً إلى مصاص دماء

ثالثاً: إذا كنت ساحراً وترتيبك السابع بين عائلتك فسيحدث نفس الشيء

أشهر مصّاصي الدماء

بخلاف الكونت دراكولا هناك العديد من مصّاصي الدماء المشاهير: بيتال جنس، هندي من مصّاصي الدماء، نصف رجل، طوله تقريبا متر ونصف. أساسا بونسام، قبيلة إفريقية، يقومون بعَضّ ضحيتهم في إبهامه وشرب دمه . باوبهان سيث، اسكتلندي يخرج في شكل امرأة ثم يصطاد ضحيّته من الرجال ويقوم بقتلهم وشرب دمائهم. كرفوبيجاك، مصّاصو دماء بلغاريون معروفون كذلك بـاسم "أوبورس"، وعندهم منخر واحد فقط ولسان مدبّب

9/12/06

لعنة الفراعنة والعلم الحديث



عبر السنوات الطويلة، التى تردَّد خلالها مصطلح (لعنة الفراعنة)، كانت معظم الكتب والدراسات، الخاصة بها، تقتصر على تسجيل ورصد الحالات، التى ارتبطت بالتنقيب عن آثار فرعونية، والتى لاقت مصيراً غامضاً، وعانت من حمى غامضة مجهولة، تنتهى عادة بالوفاة..ثم جاء كتاب البروفيسير الألمانى (فيليب فاندبنرج)..وكتاب (فاندبنرج) يعد موسوعة علمية متكاملة، عن (لعنة الفراعنة)، ومحاولة شديدة الجرأة؛ للبحث عن تفسير علمى لها، من خلال مختلف اتجاهات العلم، بدءاً من الكيمياء، ووصولاً إلى الإشعاعات النووية..ولقد اهتم (فاندبنرج) كثيراً بتسجيل معظم الحالات، التى أصابتها (لعنة الفراعنة)، من وجهة نظره، ثم توقف طويلاً عند تلك الحمى، التى أصيبت بها معظم الحالات، والتى أدت إلى الهذيان والهلوسة، ثم الموت فيما بعد..ومن هنا، وضع العالم الألمانى نظريته..ونظرية (فاندبنرج) تربط لعنة الفراعنة بثلاثة احتمالات علمية، تبدو فى جانب منها منطقية ومعقولة، إلى حد كبير..الاحتمال الأوَّل هو أن تحوى مقابر الفراعنة، وملوكهم على وجه الخصوص، غازات سامة، أو عقاقير وأتربة بطيئة المفعول، من ابتكار الكهنة، الذين أخفوا دوماً علومهم عن العامة، وإن تركوا لنا دلائلها، من خلال سر التحنيط، الذى حار فيه علماء الكيمياء، حتى يومنا هذا..ومن وجهة نظر العالم الألمانى، أن الكهنة قد ابتكروا نوعاً من السموم شديدة البطء، أشبه بعقاقير الهلوسة، ومزجوها بأتربة المقابر الخاصة بالملوك، كوسيلة لعقاب كل من تسول له نفسه نبشها أو سرقتها..وربما كانت تلك العقاقير أكثر تأثيراً فى الماضى، وأسرع مفعولاً، إلا أن خواصها قد تغيرت تماماً، عبر آلاف السنين من التخزين، ولكنها، وفى كل الأحوال، تترك أثرها فى دماء كل من يقتحم المقابر الفرعونية، ويستنشق ترابها، ثم يبدأ تأثيرها بعد عدة سنوات، على شكل حمى، وهذيان، وهلوسة..والاحتمال قد يبدو منطقياً للوهلة الأولى، إلا أن قليل من التفكير فيه، يجعلنا ندرك عقمه تماماً، إذ أن العلم قد قطع شوطاً ضخماً، فى السنوات العشر الأخيرة، وأصبح من السهل تحليل أتربة المقابر، ومعرفة كل ما تحويه، بل إنه هناك مراكز متخصصة لأبحاث التربة، يمكنها تحديد مكونات أية عينة من الأتربة بمنتهى الدقة..وبمنتهى السرعة أيضاً..والكشوف الأثرية ما زالت مستمرة، ولم تتوقَّف حتى الآن، ولو أن احتمال السموم بطيئة المفعول هذا وارد، لتوصل إليه العلم الحديث فوراً..ولكن (فاندبنرج) نشر كتابه فى سبعينات القرن العشرين، وقبل أن يبلغ العلم هذا الحد، أو تظهر أجهزة وبرامج الكمبيوتر، التى قلبت كل الموازين، رأساً على عقب..ولكن دعونا لا نتوقف طويلاً عن الاحتمال الأوَّل، ولننتقل منه إلى الاحتمال الثانى، والأقرب إلى المنطق..الفيروسات..فالبروفيسير الألمانى يفترض أنه كان هناك فيروس قديم، كامن فى أتربة مقابر ملوك الفراعنة..فيروس ساد فى القرن القديمة، أو استخدمه الكهنة أيضاً، فى فترة ما، أو أنهم قد ورثوه من حضارة سابقة..وذلك الفيروس ينتقل إلى أجساد من يقتحم المقابر، ويسرى فى دمه وأنسجته، ليقضى فيها فترة حضانته، التى تبلغ سنوات وسنوات، وترتبط بالقابلية الشخصية للإصابة، وبقوة مناعة الجسم، التى تختلف من شخص إلى آخر.. وعندما يبدأ ذلك الفيروس المفترض نشاطه، يصاب الإنسان بالحمى، التى تهاجم المخ على الأرجح، مسببة الهذيان والهلوسة..والاحتمال هذه المرة منطقى وعلمى تماماً، ويمكننا هضمه واستيعابه، إلى حد كبير، وخاصة بعد ظهور فيروس (الإيدز)، الذى يكمن فى الأجساد لسنوات طويلة بالفعل، قبل أن تبدأ أعراضه فى الظهور..ثم أن فكرة الفيروس هذه تتناسب مع الحمى المخية، والهذيان، والهلوسة، والوفاة أيضاً..وكذلك تتفق مع عجز الأطباء عن تشخيص المرض، فى عصر لم تكن الأبحاث الطبية قد تطوَّرت إلى الحد الكافى، لكشف مثل هذه الكائنات الدقيقة، واستيعاب طبيعتها وأعراضها..ولكن تعود بنا الخيوط إلى السؤال الأوَّل..لماذا لم يعد ذلك الفيروس يظهر، فى الكشوف العلمية والأثرية الحديثة؟! هذا السؤال نتركه للبروفيسير الألمانى، ونتركه لعقولنا، تدرسه، وتناقشه، وتحلله..ثم تتوصل إلى نتائجه..أما نحن، فسننتقل إلى الاحتمال الثالث، فى نظرية (فاندبنرج).. والاحتمال الثالث مدهش، ومثير للحيرة، ولست أدرى حتى كيف وضعه العالم الجليل، ولكن يبدو أن إيمانه بالفراعنة كان يتجاوز كل الحدود..فذلك الاحتمال، هو أن ترتبط (لعنة الفراعنة) بنشاط إشعاعى ذرى، ظل مختزناً داخل مقابر الملوك لآلاف السنين، لينطلق فى وجه كل من ينبشها..وربما يتفق الاحتمال مع بعد التأثير، ومع أعراض الحمى والهلوسة والهذيان، والموت فى نهاية المطاف، كما يتفق أيضاً مع عجز الأطباء القدامى عن تشخيص الحالات، وحيرتهم فى مواجهتها، إلا أنها تضعنا أمام احتمال جديد، يبدو أكثر خيالاً من كل ما سبقه..احتمال أن الفراعنة كانت لديهم معرفة دقيقة بالنشاطات الإشعاعية.. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق..حتى لو افترضنا أنهم قد توصلوا إلى تراب اليورانيوم مثلاً، وأن الكهنة قد أدركوا أنه يختلف عن التراب العادى، وأن له تأثيرات فتاكة على كل من يلمسه أو يستنشقه، فسنتساءل بدورها، كيف أمكنهم اتقاء تأثيره عليهم، دون أن تكون عندهم أبحاث، ودراسات، ووسائل مقاومة؟!..ولو افترضنا أن هذا قد حدث بالمصادفة، ودون وعى منهم، وأن بعض المواد، الداخلة فى مساحيق التحنيط، كانت مواد مشعة فتاكة، فأين ذهبت هذه المواد، ولماذا غاب تأثيرها، واختفت من المقابر، على الرغم من أنها قد بقيت لآلاف السنين؟!..ثم لماذا تواجدت فى الكشوف القديمة، ولم تتواجد فى الكشوف الحديثة؟! كل هذا ينبغى أن يقودنا إلى نتيجة واحدة لا غير، مع جزيل احترامنا للبروفيسير (فيليب فاندبنرج)، وشهرته، وعلمه الغزير..يقودنا إلى أنه لا وجود لما يسمى بـ(لعنة الفراعنة)!..ربما كانت هناك حوادث عديدة، ترتبط بكل من نقب عن الآثار، فى أزمته انخفضت فيها درجة الوعى الصحى، إلا أن هذا لا يعنى وجود لعنة أسطورية، صالحة لخيال الكتاب والسينمائيين، ولكنها غير قادرة على إقناع أى صاحب عقلية علمية أو منطقية..وهنا، ينبغى أن أضم صوتى لكل الأصوات، التى ترفض، وبشدة، فكرة (لعنة الفراعنة) هذه، والتى تستنكر حتى ترديد المصطلح، أو حتى مناقشة احتمالات صحته..وأهم ما ينبغى معرفته، فى هذا الشأن، هو أن أكثر من هاجم الفكرة، وحارب لإثبات زيفها وحمقها، هو الشخص الذى ارتبط اسمه بمنشئها، منذ أول مرة ظهر فيها المصطلح..(هوارد كارتر) شخصياً..فمع شغف الناس بالحديث عن الأمر وترديده، كتب (كارتر) عدد كبير من المقالات، وألقى مئات المحاضرات، واشترك فى عشرات الندوات، ليهاجم الفكرة، ويؤكد أنها مجموعة من المصادفات السخيفة، بدليل أنه أول من دخل مقبرة (توت غنخ آمون)، أو أول من رصد ما بداخلها، لو شئنا الدقة، ولم تصبه أية أعراض، يمكن أن ترتبط بالمصطلح..لا ألم، أو حمى، أو هذيان، أو هلوسة..ولقد عاش (كارتر) حتى عام 1939م، فى صحة جيدة، ودون أن يعانى سوى من الأعراض الطبيعية للتقدم فى العمر، حتى مات ميتة هادئة فى فراشه، وهو يواصل إنكاره واستنكاره لفكرة (لعنة الفراعنة)..ولكن العجيب والمدهش أن أحداً لم يستمع إليه..هذا لأن الفكرة، بما تحويه من أسطورية وغيبيات، قد استهوت الناس، فى كل أنحاء العالم، وأصبحت مادة تجارية رابحة، ووسيلة لترويج مئات الكتب، والروايات، والدراسات، وأفلام السينما..وهكذا أغلقنا جميعاً باب العقل والمنطق، وغرقنا حتى النخاع فى هلاوس وخزعبلات وخرافات، وروايات لا أثل أو أساس لها..أو ربما نفعل هذا كجزء من لعنة، تلازمنا جميعاً بلا هوادة..لعنة الفراعنة.* * *تمت بحمد الله

9/9/06

لعنة الفراعنة وتايتانيك



3 - تايتانيك..

* فى صيف 1985م، وبعد أشهر من البحث، استقل البروفيسير (روبرت بولارد)، المتخصِّص فى تصوير الأعماق، الغوَّاصة العلمية (ألفن)، والمجهزة للغوص حتى مسافة 13 ألف قدم، تحت سطح المحيط، لاستكمال مشروع البحث عن حطام سفينة، غرقت منذ ثلاثة وسبعين عاماً تقريباً..كانت الغوَّاصة (ألفن) مزوَّدة بإنسان آلى صغير، يكمن فى تجويف خاص فى مقدمتها، ويمكن إطلاقه بوساطة قائدها، إلى مسافات تعجز الغوَّاصة عن بلوغها، فى أعمق الأعماق..وعبر كاميرا صغيرة، فى مقدمة الآلى (أرجو)، راح البروفيسير (بولارد) يتلقى عشرات الصور، لأعماق المحيط الأطلنطى، فيفحصها ويراجعها بمنتهى الدقة، دون أن يعثر فيها على أدنى أثر لما يبحث عنه..ثم فجأة، بدأ (أرجو) يرسل مجموعة من الصور الإيجابية..صور لم تكن واضحة فى البداية، إلا أنها لم يلبث أن اتضحت رويداً رويداً، وأصبحت جلية نقية، على نحو انتفض به قلب (بولارد) بين ضلوعه، وتفجَّر معه الحماس فى قلوب كل رجل من رجال بعثته الصغيرة..هذا لأن (أرجو) قد عثر أخيراً على السفينة موضع البحث..والأهم، أنها لم تكن سفينة عادية..بل كانت أشهر سفينة غارقة، فى التاريخ الحديث كله..كانت (تايتانيك)..

و(تايتانيك) هذه كانت سفينة عظيمة هائلة، تعتبر طفرة تاريخية فى تاريخ صناعة وبناء السفن، إذ أنها أضخم سفينة ركاب شهدها العالم، حتى تاريخها، إذ بلغ وزنها 52310 طناً، وبلغ طولها 882 قدماً، وعرضها 94 قدماً فى المتوسط، كما أن ارتفاعها كان يبلغ ارتفاع مبنى من أحد عشر طابقاً..حتى اسمها، كان يعنى المارد..ولم تكتف (تايتانيك) بالضخامة، وإنما أضافت إليها الفخامة المفرطة أيضاً، والتى لم تعرفها سفينة ركاب من قبل، وبالذات فى درجتها الأولى، ذات حجرات النوم الهولندية، وقاعات الطعام الكبيرة، والصالونات الفاخرة، والشرفات الضخمة…وعندما تم الإعلان عن تدشين (تايتانيك)، تسابق كبار الأثرياء والتجار لحجز أماكنهم عليها؛ للفوز بأولى رحلاتها، التى ستعبر خلالها المحيط، حتى تصل إلى الشاطئ الأمريكى.وفى العاشر من أبريل 1912م، ترقب العالم بمنتهى اللهفة، رحلة (تايتانيك) الأولى عبر المحيط، وأحيطت تلك الرحلة بدعاية هائلة، حتى لقد اصطف آلاف الناس، على رصيف ميناء (كوينستون) فى (إنجلترا)، بين مودعين ومشاهدين، لمراقبة السفينة العملاقة، والانبهار بها، ومشاهدة انطلاقتها الأولى، وعلى متنها صفوة الأثرياء ورجال المجتمع، وفى قاعها مئات من مسافرى الدرجتين، الثانية والثالثة..وانطلقت (تايتانيك)..انطلقت تمخر عباب المحيط، فى زهو وخيلاء، وصاحبها يُعلن، فى تعال مغرور، أن سفينة من القوة والضخامة، حتى أن القدر نفسه، لا يمكنه أن يغرقها..ويا لها من عبارة جاحدة، متجنية، مغرورة، حمقاء..ففى الرابع عشر من أبريل، وبعد أربعة أيام فحسب من بدء رحلتها، وبخطأ ملاحى صغير، ارتطمت العملاقة (تايتانيك) بجبل جليدى ضخم، لم يدر أحد، حتى هذه اللحظة، كيف لم يره قبطانها ومهندسوها وبحارتها..وعلى الرغم من أن السفينة الماردة، كانت مصممة بحيث يمكن عزل أى قسم يصاب منها، عن باقى أجزاءها، إلا أن المياه قد غمرتها بسرعة مدهشة، لم تسمح باتخاذ أية إجراءات وقائية..وابتسم القدر فى سخرية، عندما بدأت (تايتانيك) تواجه ما تصوَّر صانعوها أنه مستحيل..الغرق..وطوال اثنتى عشرة ساعة كاملة، وكم هائل من الرعب، واضطراب ما له من حدود، راحت (تايتانيك) تغرق.. وتغرق.. وتغرق..وفى يوم 15 أبريل 1912م، اختفت (تايتانيك) تماماً، فى قاع المحيط الأطلنطى..وكان يمكن ألا نربط بين غرقها ولعنة الفراعنة، بأى حال من الأحوال، لولا ما نشره أحد الناجين منها فيما بعد، مع روايته كشاهد على عملية غرق أشهر سفينة فى التاريخ..ففى شهادته، أشار الرجل بشكل عابر، إلى أن مخزن بضائع السفينة كان يضم تابوتاً لكاهنة فرعونية، ارتبط وجوده بأحداث مخيفة رهيبة، قبل أن يغرق مع كل ما غرق ومن غرق مع (تايتانيك)..فمنذ تم وضع التابوت فى مخزن البضائع، فى قاع (تايتانيك)، كان عمال المخزن يرون ويسمعون ما أصابهم بالرعب، وجعلهم يطالبون بإعفائهم من العمل، أو نقلهم إلى وظيفة أخرى، حتى ولو تم تخفيض رواتبهم، أو مضاعفة جهدهم..فما أن يحل الليل، كانوا يسمعون تأوهات الكاهنة، ويرون شبحها، و…والواقع أننى شخصياً لا أصدق حرفاً واحداً من كل هذا، بل وأشعر معه بالكثير من الخيال والتدليس، خاصة وأنه ليس من السهل أن تتواجد امرأة فى عالم الكهنة، فى (مصر) الفرعونية..ثم أن أحداً لم يعثر على ذلك التابوت المزعوم قط، بعد العثور على حطام (تايتانيك)، وكل ما كان على سطحها تقريباً..إلا أن القصة تجدى صدى كبير، لدى كل المتابعين لأسطورة لعنة الفراعنة، وكل من يسعى لإثبات صحتها أو عدمها، حتى أنك ستجدها فى عشرات الكتب والمراجع، الخاصة بهذا الأمر..وعندما تم سؤال البروفيسير (روبرت بولارد) عن قصة تابوت الكاهنة هذه، جاءت إجابته غامضة للغاية، إذ أنه لم يؤكد وجوده، كما لم يؤكد فى الوقت ذاته العثور على عشرات الأشياء الأخرى، ولكنه لم ينف فكرة تواجده تماماً، وإنما أشار إلى أن عشرات السنين، التى قضتها (تايتانيك)، فى قاع المحيط الأطلنطى، كانت كافية تماماً لتحلل وفساد واختفاء عشرات الأشياء، من سطحها، وقاعها، ومخزن بضائعها بالطبع..وجواب البروفيسير (بولارد) منطقى تماماً، فالتابوت كان مصنوعاً من الخشب، وليس من الحجر، والمومياء ستتلف حتماً، وسط المياه المالحة، وربما تلتهما الأسماك أيضاً..أو أن هناك تفسير آخر..ففور الإعلان عن العثور على حطام السفينة العملاقة، تسابق مئات من هواة التحف والأثريات، لحجز وشراء أى شئ، تم العثور عليه داخلها..وهناك شائعة قوية، تقول: إن أحد كبار الأثرياء الأمريكيين قد ابتاع التابوت سراً، وبداخله مومياء الكاهنة بالطبع، خشية أن يطالب به متحف (نيويورك) رسمياً، نظراً لأنه كان مشحوناً لحسابه، بالفعل، عندما غرقت (تايتانيك)..ولكنها تبقى مجرد شائعة..تماماً ككل ما يرتبط بتلك اللعنة الوهمية المزعومة..فمن المدهش أنه، وعلى الرغم من انتشار المصطلح، ومن آلاف القصص والروايات، وأفلام السينما، والكتب التى دارت حوله، إلا أنه لا توجد قصة دقيقة واحدة، أو حتى رسالة علمية منطقية، حاولت البحث عن الأمر..كل ما حدث هو عملية رصد دقيقة لحالات الوفيات، بين معظم من عملوا فى مجال البحث عن الآثار الفرعونية..والفرعونية بالتحديد..فالعجيب أن أحداً لم يتحدث عن أية لعنة، تصيب الباحثين عن الآثار الرومانية، أو اليونانية، أو الآشورية، أو حتى حضارات الأنكا، فى (أمريكا) الجنوبية.. فقد ارتبطت اللعنة بالآثار الفرعونية..وبالذين سعوا خلف الآثار الفرعونية..الرحالة الشهير (بلزونى) مثلاً، جاب العالم، بحثاً عن الآثار، فى مختلف البلدان، وحقق انتصارات مدهشة ومثيرة، دون أن يصيبه مكروه..ثم جاء إلى (مصر)، وبدأ ينبش قبور الفراعنة، ونقل قاعدة تمثال (آمون) من (الأقصر)، وانتشل مسلة من قاع النيل، وأجرى أبحاثاً طويلة عن هرم (خوفو)، بحثاً عن مدخله، واقتحم المقابر، والمعابد، واستخرج الجثث، والمومياوات، والعظام..ثم فجأة، أصابه ذلك المرض الغامض، الذى أصاب معظم علماء الآثار، فسيطرت عليه حمى لاهبة، وأصابه الهذيان، وطاردته الهلاوس، حتى لقى حتفه، فى مساء الثالث من ديسمبر، عام 1823م، وهو بعد فى الخامسة والأربعين من عمره..نفس الحمى..ونفس النهاية..ولأن حالات الموت متشابهة دوماً، فى كل من أصابته لعنة الفراعنة المزعومة، فقد جذب هذا انتباه واهتمام البروفيسير الألمانى (فيليب فاندنبرج)، والذى خرج إلينا بتفسير جديد للعنة

الفراعنة..تفسير علمى..ولأوَّل مرة

انتظروا الجزء الرابع.

9/6/06

الجزء الثاني لعنة الفراعنة



لعنة المشاهير..



* ذات صباح دافئ، من شتاء عام 1799م، وبمصادفة رتبها القدر حتماً، وأثناء الحملة الفرنسية على (مصر)، عثر جندى فرنسى على حجر فى مدينة (رشيد) المصرية، يعتبره علماء الآثار، فى يومنا هذا، أعظم كشوف القرن على الإطلاق..فذلك الحجر، الذى أطلقوا عليه اسم (حجر رشيد)، والذى هو من مادة البازلت، كان يحوى كتابات بثلاث لغات.. اليونانية القديمة، والقبطية أو الديموطيقية، والهيروغليفية..وتعود الأهمية الأثرية البالغة لهذا الحجر، إلى أنه حتى كشفه، كانت الهيروغليفية، بالنسبة للعالم كله، مجرد نقوش منظمة، يسعى العلماء لاستنتاج أو استنباط ما تعنيه، دون أن يتمكنوا من حل رموزها، أو تحديد منطوقها، بأى حال من الأحوال.. وعندما تم كشف (حجر رشيد)، وجد الأثريون أن الكتابة اليونانية، هى ترجمة أمينة ودقيقة للكتابة الديموطيقية، الموجودة على وجه آخر منه..وكان هذا يعنى، من باب المنطق، أن الكتابة الهيروغليفية، هى أيضاً ترجمة أمينة ودقيقة للنص نفسه..وعلى الرغم من أن وسائل الاتصال كانت ضعيفة للغاية، فى ذلك الزمن، مقارنة لما أصبحت عليه، بعد قرن واحد من الزمان، وليس فى عصرنا الحالى بالطبع، والذى حدث فيه تطور مدهش، فى نظم ووسائل الاتصال، فى الفترة بين مقدمة المقال، وهذه السطور، فقد طار الخبر إلى (أوروبا) كلها، فانتعش علماءها، والتهب حماسهم، والتهبت عقولهم، وهم يجدون أمامهم فرصة نادرة، لكشف أسرار وغوامض اللغة الهيروغليفية، مع كل ما قد يحمله هذا من كشف لتاريخ (مصر) القديمة، وفراعنتها، وعلومها، وأسرارها الخفية، التى لم يصل العلم الحديث، إلى بعضها، حتى لحظتنا هذه..ولأن (نابليون بونابرت)، الذى كانت حملته تحتل (مصر)، فى ذلك الحين، كان مغرماً بالعلم والعلوم، ويرغب دوماً فى أن يرتبط عصره بالكشوف العظيمة، فى كل المجالات، فقد سارع بنقل الحجر إلى (باريس)، حتى تتم دراسته، على أيدى الخبراء هناك..وبكل شغف ولهفة الدنيا، أقبل العلماء على فحص الحجر، وتدوين ما عليه من كتابات ونقوش، ثم راحوا يدرسون، ويفحصون، ويمحصون، و…وييأسون أيضاً..فالأمر لم يكن أبداً بالسهولة، التى أوحى بها الأمر منذ البداية..فلا أحد منهم كان يعمل من أين يبدأ الترجمة.. أمن اليمين، أم اليسار، أم من أعلى، أو أسفل..ولسنوات وسنوات، وعلى الرغم من كل ما بذله العلماء من جهد، فقد فشلت كل محاولاتهم لترجمة اللغة الهيروغليفية، وكشف أسرارها..حتى جاء (شامبليون)..كان (جان فرانسوا شامبليون) من العلماء الشبان، الذين عشقوا الحضارة الفرعونية، منذ نعومة أظافرهم، والذين جذبهم بشدة (حجر رشيد)، وكل ما يمكن أن يمنحه من كشوف هائلة، لذا فقد اتخذ قراراً جريئاً، بأن يتفرغ تماماً لمهمة فحصه، وترجمته، وكشف أسرار اللغة الهيروغليفية، التى ستساعد العالم كله على الإطلال من نافذة هائلة، على حضارة تعد الأعظم، بين كل الحضارات، التى شهدها العالم القديم..ولقد بدأ (شامبليون) مهمته، وهو فى الحادية والعشرين من عمره، وتفرغ لها تماماً، وراح يوصل الليل بالنهار، بحثاً عن طرف خيط، يمكن أن يقوده إلى حل اللغز..ثم، وعلى خلاف الآخرين، لاحظ (شامبليون) أن عدد أسماء الملوك، فى النصين اليونانى والديموطيقى، يتطابق تماماً مع عدد الخراطيش، فى النص الهيروغليفى، لذا فقد استنتج من هذا أن الخراطيش تحوى داخلها
أسماء الملوك
..ومن هنا، انطلق (شامبليون)..وبحسبة بسيطة، حدَّد أسماء الملوك، فى النص الهيروغليفى، وترجمها، وسجل حروفها، وانطلق منها إلى باقى النص..وبعد إحدى عشر عاماً، وفى عام 1916م، توصل (شامبليون) إلى أعظم كشوف الزمان، فى علم الآثار والتاريخ القديم، وحل رموز اللغة الهيروغليفية..وفتح أنظار العالم كله على الفراعنة..وعلى دنيا الفراعنة..وفى ليلة وضحاها، أصبح (شامبليون) أعظم علماء عصره، وهو بعد فى الثانية والثلاثين من عمره، وأحاطت به الشهرة من كل جانب، وتحوَّل إلى أشهر خبير فى لغة الفراعنة، و…وفجأة، تفجَّرت فى وجهه اللعنة..فعلى حين غرة، ودون أسباب واضحة، أصيب (شامبليون) بشلل رباعى، وحمى غامضة، وراح يهذى ويرتجف، ثم لم يلبث أن قضى نحبه، تاركاً خلفه من يروى هلاوسه الأخيرة..وبالمصادفة، كانت كلها عن الفراعنة.. وانتقام الفراعنة..كان هذا عام 1932م، كما يروى لنا ذلك الكتاب، الذى تحدَّث عن تاريخ لعنة الفراعنة، السابق لاكتشاف مقبرة (توت غنخ آمون).ولا يكتفى الكتاب بربط أشهر عالم آثار بتلك اللعنة الوهمية، وإنما يسبح معنا إلى ما هو أبعد من هذا..إلى (تيودور بلهارز)، أستاذ علم التشريح المرضى، ومكتشف أشهر مرض يصيب المصريين، منذ أيام الفراعنة..البلهارزيا..ويقول الكتاب أن (تيودور بلهارز) قد قضى شطراً طويلاً، فى حياته القصيرة، يطارد تلك الدودة القاتلة، التى تخترق أجساد المصريين، وتستقر فى أكبادهم، وتدمرهم تدميراً بطيئاً منتظماً، وتسلبهم نشاطهم وحيويتهم..ثم حياتهم فيما بعد..وبعد تلك السنوات، خطرت فى ذهن (بلهارز) فكرة عجيبة..ترى متى بدأت (البلهارزيا) فى حربها مع المصريين؟!..وفى سبيل إجابة السؤال، لجأ (بلهارز) إلى أمر لم يخطر ببال سواه قط، إذ انتقل بأبحاثه من الموتى المصابين بالمرض، إلى مومياوات الفراعنة القدامى، وبالذات تلك الخاصة بالعمال والمزارعين، الذين تدفعهم ظروف عملهم للخوض فى مياه النيل طوال الوقت..أيامها، لم يكن للآثار قيمتها الحالية، ولم تكن هناك تشريعات قوية، لحمايتها والحفاظ عليها، لذا كان من الممكن أن يبتاع (بلهارز) بعض المومياوات، التى يتم العثور عليها فى الجنوب، أثناء أعمال الحفر والبناء، وأن يجرى عليها تجاربه..وكان هذا يعنى بالطبع نبش قبور القدامى، واستخراج مومياواتهم، بل وتشريحها والتمثيل بها أيضاً..ولقد نجحت تجارب (تيودور بلهارز) إلى حد كبير، إذ أثبت بالفعل أن المصريين القدامى أصابتهم (البلهارزيا)، منذ آلاف السنين، بل وعثر على بعض الديدان المحنطة داخلهم بالفعل..ولكن فجأة، وقبل أن يسجل (بلهارز) تجاربه رسمياً وعلمياً، أصابته حمى مجهولة..حمى لا تشبه التيفوئيد، أو أية حمى معروفة أخرى..ومع الحمى، التى لم يتم تشخيصها أو علاجها بالطبع، راح (بلهارز) يهذى، ويصرخ ويهذى وتراوده هلاوس عجيبة، حول المومياوات، التى قام بتشريحها، والتى بدت له وكأنها قد عادت إلى الحياة، لتنتقم من ذلك الذى أقلق راحتها، ومثَّل بها، و…ومات (تيودور بلهارز)، عام 1862م، وهو بعد فى السابعة والثلاثين من عمره، بتلك الحمى المجهولة، التى لم يتم تشخيص أعراضها، حتى يومنا هذا..وفى هذه المرحلة، لا يحاول الكتاب وضع تفسيرات علمية أو منطقية، لما أصاب (شامبليون) أو (بلهارز)، ربما لأنه شغف بمحاولة تأكيد فكرة لعنة الفراعنة، بأكثر مما اهتم بتفسيرها..ولكن هذا كان دأب الجميع، فى تلك المرحلة الزمنية، خاصة وأن الفكرة نفسها بدت جذابة ومثيرة، خاصة وهى ترتبط بعالم الأسرار والأساطير، وحمى السحر والتنجيم والغموض..ودون أية دلائل علمية أو تاريخية، أعقبت ذلك الكتاب عدة كتب أخرى، تنسب موت عشرات المشاهير إلى لعنة الفراعنة، التى صارت صرعة النصف الأول من القرن العشرين..حتى (يوليوس قيصر) نفسه، ادعوا أن لعنة الفراعنة قد طاردته، وأصابت عقله بحمى جنونية، دفعته إلى تلك الأفعال الديكتاتورية، التى انتهت بمقتله واغتياله، على يد مجموعة من المقربين له، وعلى رأسهم ربيبه (بروتس)..وأصيب الناس بالضجر والملل، من هذه الكتب السخيفة، وقرَّروا تجاهلها فجأة، فانخفضت مبيعاتها إلى حد كبير، وبدا وكأن لعبة لعنة الفراعنة هذه قد بلغت نهايتها، و..وفجأة، ظهر كتاب جديد فى الأسواق..كتاب قلب كل الموازين، رأساً على عقب..وبمنتهى العنف.* * *نتابع فى الجزء الثالث ..

9/4/06

لعنة الفراعنة "الجزء الاول"



أنقل لكم دراسة مستفيضة للدكتور نبيل فاروق حول موضوع (لعنة الفراعنة) وأرجو منكم عدم التسرع فى الحكم .. تابعوا الموضوع للنهاية .. سأنقله لكم على أجزاء .. ولنبدأ بالجزء الأول
- أوَّل الغيث..
* امتدت الصحراء المصرية على مدى البصر، أمام عينى عالم الآثار البريطانى (هوارد كارتى)، وهو يجفف ذلك العرق الغزير، الذى انهمر على جبهته ووجهه، وهو يقف تحت أشعة الشمس الحارقة، فى تلك البقعة التى قادته إليها أبحاثه ودراساته، للبحث عن مقبرة أحد ملوك الفراعنة القدامى..كان هذا فى العقد الثانى من القرن العشرين، عندما بلغت حمى البحث عن الآثار ذروتها، وخاصة بعد الكشوف الأثرية المدهشة، التى قام بها الألمانى (هنريش شليمان)، عندما عثر على بقايا (طروادة)،

فى عام 1871م، فى منطقة (هيسارليك)، شمال غرب (تركيا)، فى نفس الموقع الذى حدَّده (هوميردس)، فى ملحمته الشهيرة (الإلياذة)، وسير (آرثر إيفانز)، الذى كشف قصر التيه فى (كريت)، عام 1900م، ليثبت أن أسطورة المينوتوروس لم تكن مجرَّد خيال محض..وكان (هوارد كارتر) يحلم بانضمام اسمه يوماً إلى قائمة هؤلاء الأثريين العباقرة، الذين حفروا أسماءهم فى تاريخ الكشوف، بحروف من ذهب، مما جعله يحتمل الحرارة، والرمال الساخنة، والعرق الذى يلهب عينيه، طوال عدة أشهر طويلة، زاره خلالها ممول حملته اللورد (كارنرفون) مرة واحدة، تركه بعدها للعذاب، وعاد هو إلى قصره البريطانى العريق، ليتباهى بتمويل أكبر حملة للبحث عن الآثار المصرية..حتى جاء شهر فبراير 1923م..فى ذلك التوقيت، عثر (هوارد كارتر) على ما كان يبحث عنه طوال الوقت..مقبرة الملك الصغير (توت عنخ آمون)..لم يكن (كارتر) أثرياً بسيطاً أو مغموراً، إذ كان يحيا فى (مصر)، منذ عام 1890م؛ للتنقيب عن الآثار، ورسم المناطق الأثرية المعروفة..ولم يكن هذا أيضاً أوَّل كشوفه؛ إذ كانت له عدة حفائر فى وادى الملوك، موَّلها بعض المغامرين الأمريكيين، وأهلته لإصدار كتابه الشهير (خمس سنوات للكشوف الأثرية فى طيبة)..وعلى الرغم من هذا، فقد انبهر (كارتر)..انبهر بما عثر عليه، وبالكنوز التى رآها فى مقبرة (توت غنخ آمون)، وببريق الذهب الذى يلتمع فى كل مكان، حتى أنه أبرق إلى اللورد (كارنرفون)؛ ليحضر على الفور، فى حين انشغل هو برسم كل ما يراه داخل المقبرة..حتى تلك العبارة، التى جذبت انتباهه واهتمامه طويلاً..عبارة هيروغليفية غير تقليدية، وجدها محفورة على أحد أبواب المقبرة، تقول : "سيطوى الموت بجناحيه، كل من يقلق الملك"..أيامها اهتم (كارتر) بالعبارة، وترجمها، وسجلها..إلا أنه لم يشعر بالخوف منها أبداً..وبسرعة، انتشر الخبر، وقفزت شهرة (هوارد كارتر) إلى الذروة، فى عالم الباحثين عن الآثار..وقفز معه بالتالى اسم اللورد (كارنرفون)..ومع وصول اللورد المغامر، الذى اشتهر باهتماماته المتعددة والمثيرة، راح الصحفيون يتدفقون على المكان كالنمل.ومع عدسات كاميراتهم، ظهرت صور الجدران، والتوابيت، والتماثيل.. والذهب..الذى الذى زغلل عيون الجميع، حتى الحكومة المصرية نفسها، التى فوجئت، أو بدا وكأنها فوجئت، بأن القانون يمنح المكتشف دوماً ما يعثر عليه من آثار، مهما بلغت قيمتها..وفى حالة (كارتر)، كانت (مصر) ستفقد كنوزاً لا حصر لها، وتحفاً أثرية تتجاوز كل ما عرفه العقل، لو تم تطبيق القانون..لذا، فقد رفضت الحكومة المصرية تطبيق القانون، ورفضت منح (كارتر) أو (كارنرفون) ولو حلية واحدة، مما تم العثور عليه فى المقبرة.. بل لقد أحاطتها بحراسة قوية، واعتبرتها أرضاً مصرية، لها عليها كل السطوة والسيادة..وبالطبع، لم يستسلم (كارتر) لهذا، وقام بتهريب بضع قطع من آثار مقبرة (توت غنخ آمون) إلى (لندن)، ولكن كل الآثار الثقيلة بقيت..ومعها تلك العبارة الرهيبة.."سيطوى الموت بجناحيه كل من يقلق الملك"..وكان من الممكن أن تبقى العبارة إلى الأبد، مجرد جملة، سجلها كاهن مصرى قديم، من باب المجاملة، أو حتى القناعة الشخصية، على أحد جدران مقبرة أصغر ملوك الفراعنة..لولا ما حدث بعد هذا بقليل..فبعد شهرين من هذه الضجة تقريباً، وقبل أن يفقد اللورد (كارنرفون) زهوة انتصاره، أو يبتلع مرارة حرمانه من كل هذا الذهب، جرح الرجل ذقنه جرحاً صغيراً أثناء الحلاقة..وبسرعة لم يستوعبها أحد، أصيب اللورد البريطانى بحمى غامضة رهيبة، رفعت درجة حرارته إلى حد الهذيان، ودفعته إلى الصراخ والعويل طوال الوقت، وهو يصرخ بأنه فى قلب الجحيم، وبأن ملوك الفراعنة يحيطون به، بعد أن جاءوا للانتقام منه، لأنه فتح مقبرة أصغرهم، ودنسها بتواجده البشرى غير الطاهر..ولفترة قصيرة جداً، واصل اللورد هذيانه وصراخه، ثم لم يلبث أن أسلم الروح، فى الخامس من أبريل، عام 1923م..ومع موت اللورد، فى ريعان قوته، استعاد بعض الصحفيين تلك العبارة، المنقوشة على مقبرة الفرعون الصغير، وانطلقوا ينشرون مقالاتهم عنها وحولها، ويربطون بينها وبين موت (كارنرفون)..وهنا فقط، ظهر ذلك المصطلح الشهير، الذى لم يفارق أسماعنا وأذهاننا، وعقولنا بعدها قط..مصطلح (لعنة الفراعنة)..وكما يحدث دوماً، فى كل مرة تنشأ فيها بدعة جديدة، انتشر المصطلح بسرعة مدهشة، وراح الكل يرددونه، ويناقشونه، ويفحصونه، ويمحصونه..وكما يحدث أيضاً، انقسم المتابعون، بين مؤيد ومعارض للفكرة..المؤيدون أكَّدوا أن الفراعنة عاشوا عالماً عجيباً غريباً، ترك لنا الكثير من الغوامض والأسرار، التى لم يمكننا كشفها بعد، فليس من المستبعد إذن أن يخلفوا وراءهم لعنة ما، تصيب كل من يدنس قبورهم، حتى ولو كان هذا بحجة تحقيق كشوف أثرية جديدة..والمعارضون أصروا على أنه لا توجد ركيزة علمية واحدة، يمكن أن تؤيد الفكرة، وأنه من السخافة أن يتردَّد أمر كهذا، لمجرَّد أن ممول حملة (هوارد كارتر) قد لقى مصرعه بحمى غير معروفة..وبين هؤلاء وهؤلاء، وقف (هوارد كارتر) نفسه، يعلن فى كل المجتمعات، وكل المحافل العلمية، أنه لم ولن يؤمن أبداً بما يسمونه لعنة الفراعنة؛ لأنه مستكشف قديم، واجه الأمر عشرات المرات، دون أن يصيبه مكروه واحد..والمدهش أن هذا لم يقنع أحداً، خاصة وأن حالات الوفيات، والموت بأسباب غير معروفة، راحت تنتشر على نحو ملفت للأنظار، بين كل من كانت له علاقة مباشرة، أو غير مباشرة، بكشف مقبرة (توت غنخ آمون)..وعندما هل عام 1929م، كان عدد من وافتهم المنية منهم، لأسباب غير واضحة، اثنين وعشرين رجلاً..وفى العام نفسه، وفى جلسة خاصة، أعلنت زوجة (كارنرفون) أنها أيضاً لا تؤمن بلعنة الفراعنة، ولا تصدق أن الموتى يمكنهم قتل الأحياء، بأية وسيلة كانت..وكان من الممكن أن ينهى تصريحها هذا القضية ويحسمها، لولا تطوّر مفاجئ، لم يكن فى الحسبان أبداً..فقبل أن يكتمل الأسبوع، أصيبت زوجة كارنرفون) بالحمى الغامضة نفسها، التى أصيب بها زوجها؛ وراحت تهذى وتصرخ ليومين تقريباً، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على فراشها، تاركة خلفها أكبر موجة من الرعب، عرفها التاريخ الحديث، حتى تلك الفترة..رعب لعنة الفراعنة..ولفترة طويلة، لم يعد هناك حديث للصحافة ووسائل الإعلام، سوى عن الفراعنة.. ولعنة الفراعنة..وظهرت فى الأسواق كتب، ودراسات، وروايات، وحتى أفلام سينمائية صامتة، تدور كلها حول لعنة الفراعنة..ومن بين تلك الكتب، ظهر كتاب يحمل للمهتمين بالأمر مفاجأة مثيرة للغاية..مفاجأة تقول : إن لعنة الفراعنة لم تبدأ مع فتح مقبرة (توت غنخ آمون)، بل كانت هناك قبل هذا بقرن من الزمان على الأقل..ولقد ارتبطت فعلياً باثنين من مشاهير العلم..أو ربما أشهرهم..على الإطلاق.* * *تابعوا فى الجزء الثانى